منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " عابرٌ على ضوءِ فكرة "
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2008, 10:57 PM   #1
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

افتراضي " عابرٌ على ضوءِ فكرة "





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بسم الله خالق القلم وبعد :
وإن يكن في حضورنا خيراً ففي غيابنا خيراً كثيرا
ثم :

(نافذة )
منذُ عرفتُكِ والتاريخُ يحسدُني . .
أني
خليلُكِ من عُشاقكِ الكُثُرُ
أني
حبيبك والمختار ذي مجداً . .
أني
كسبتُكِ والعُشاقُ قد كُسروا
إني
نظرتُ إليكِ غير مانظروا
فرأيتُ فيكِ عفافاً زدِتِه طُهُرُ

( فكرة مفقودة )
من دون فرسٍ أبيض ، من دون تاجٍ أو طقوس
أتيتكِ رجلاً بسيطاً . . أتعكز قلماً أداوي به جروحَ نفسي
وأواسي به الآخرين إن لم أستطع مداواة جروحهم . .
أنفثُ به الحرف فيكونُ حياً . . يشعُر ، يُحس ، يتكلم
يشعر به الآخرين ، يُحِسون به ، ينّطقُ بألسنتهم . .
أنبشُ به الأرض ليسندني كلما ضعُفت وهزُلَ حالي . .
أتوكأ عليه وأبحث عنكِ ..
منذ كان في المهدِ غض الأطراف ليّن العظم
قبل أن يتعلم الكتابة . . والنطق . .
كان يتهجى أسمُكِ كـ تباشير الفرح وابتهالات الأمومة . .
ينقُش اسمُكِ في مهده . .
يرسمُكِ مبهمة الملامح . . غامضة التفاصيل . .
كانت في نظرة عينيه تفاصيل بحثٍ كبير . .
لايعلم . . كُنهه أحد !
يتفحص الملامح والوجوه ، يُقلب بصره بـ عمقٍ في كل شيء . .
وما أن شبَّ واشتد ساعده وقوي عوده . .
وتشرب الأبجدية وأتقن النطق . .
كنتِ ملهمته ، غايته ، وآيته . .
كنتِ فكرته المفقودة . .
بحث عنكِ في الكُتب والدواوين ، في أروقة المكتبات . .
في الأخبار والروايات . .
علّقكِ نصب عينيه . . لايحيد عنكِ . . حتى يجدكِ . .
يبحثُ عنكِ كـ فكرةٍ تائهةٍ في عقل شاعرٍ أو كاتبٍ متمرس
ينبِشُ عقله باحثاً عنها لتُسطر له مجداً وتفتح له باباً على التاريخ . .
يبحثُ عنكِ لـ يبدأ بكِ خطوته الأولى في أول السطر الذي لاينتهي بـ نقطة
يريدكِ كـ راوية عظيمة . . طويلةٌ مترابطة . . نسقُها الروائي متصاعد
ترتقي أحداثها بـ عقل قارئها . . نحو القمة ، النشوة ، التفاعل ،
الدهشة ، المتابعة ، الانتباه . . ولاتنتهي به إلا على عتبةِ جفنكِ .
على بُعدِ شهيقٍ من رئتيكِ ، في عمقِ كرياتُ دمكِ . .
في رحلةِ بحثه كان يكتبكِ كثيراً ويشطب كثيراً ويعود لـ يرسمكِ من جديد
كـ بهجة العيد ، كـ ابتسامات الطفولة ، كـ انكسارات الموج ، كـ النخيل ، كـ لون المطر . .
ويشعر في كل مرةٍ أنكِ أكبر ، أعظم ، أعمق ، أدق ، أجمل . .
فـ يعود لـ يشطب ، ويكتب من جديد . .
وماعلمَ أنكِ . . الأبجدية واللغة والفكر والأدب والحُسن مجتمعة . .
يبحثُ عنكِ في تفاصيلكِ ، في ذاتك . .
لقاؤه بكِ على شرفة الأدب . . في حضرة الفكر
في احتفالية البوح . .
كان يضع رأس ريشته على مواضع لم تطأها قدمُكِ / فِكرُكِ في عقر داركِ . .
كان يصنع من قرائتكِ رحلة غوصٍ فكرية ، أدبية ، روحية . .
في رحلة بحثه . . كان ينتظر قدومك من جهة الأفق . .
ولم يخطر بباله أن ينتظركِ على قارعة سطرٍ فارعٍ . . مذيلٌ باسمكِ . .
في نهايته . . يجدكِ كـ حصاد ألذّ الأحلام ، كـ نهايات الركض
كـ بدايات الابتسامة ، كـ الربيع . .
يجدكِ . . في وقتٍ أعلنَت فيه شيخوخة المداد . . تَمكُنُها من أوصاله . .
لـ يسقُط . . صريعَ بحثٍ عن فكرةٍ قتلته .

( باب )
كتبوا القصائد والملاحم فيكِ قُربى
وأضحى كُل ماكتبوه خُسرُ
وكأنهم
كانوا صلاة الليلِ في محرابكِ ..
وأنا بعينيكِ الختامُ قنوتُه والوِترُ
أنا
المتُوجُ في علياء أضلعكِ . .
ملكاً أزحتِ له عن وصلكِ السُتُرُ
ياغاية المجد . . كم في الوجدِ من وجعٍ ؟ . .
أضحى بأفئدة الحُسادِ كـ الدسرُ




( احترامات . . تاريخية )


سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "




التعديل الأخير تم بواسطة سعـد الوهابي ; 10-18-2008 الساعة 11:00 PM.

سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس