[بثينة محمد]

" فجري " 30 / 6 / 2009



ارتشفتُ من قهوتي ..

تحب شقيقتي إعدادها مُرَّة ..

و أنا أحبها مُرَّة - مُحلاَّة ،

طماعة أنا ..!

تقول أختي أنَّها حين تكون بلا سكر ، تكون مركزة ..

أظنها تفعل ذلك لأنها تحتاج لما يفيقها من صدمات الحياة !!

و إن قهوتها فعلا تفيقك !،

أتى الفجر ..

الحمدلله صليت و شكرت ..،

عدت أرتشف القهوة ،

أنا لم أرتشفها حقا ..

أتخيل فقط ..

* * * *

أرق .. أرق .. أرق ..!

أتى الفجر يا بثينة ..

لن تسمعي الآن دويّ المفاجع لبرهة ..،

يتبع الفجر ظهر و عصر ،

و يصاحب المغرب عشاء ..

لا تنامي في العِشاء ..

دعي قنديل الضمير مضاء ..

ربما الأرق لن يجعلك حسناء ..

ولكن قد يوصلك لدروب كالشهداء ..!!

لا تنامي يا بثينة ..

أتى الفجر ، أتى ..!


* * * *


تقول فلانة (طبيبة ) : أحب سماع زقزقة العصافير ..

ضحكت أنا و أختي ..

أحب النوم على أنغام المكيف ..

تقول فلانة ( مراهقة ) : أنا أخجل من ركوب الأرجوحة أمام الفتيان ..

فلانة ترتدي عباءة ضيقة و تكشف وجهها !!

ابتسمت أنا ، أنا لا أخجل من ركوب الأرجوحة ..

أنا أستر وجهي و جسدي !

أتى الفجر يا بثينة ..

اسعدي قليلا قبل أن يأتي الظهر ..!!

* * * *


بثينة ، لا تحزني ،

ربما ذاك الهجران ليل ..

و لكن الشكر صباح ..!


ضعي الآن يدك على قلبك ..

و ردِّدي : أتى الفجر ..

أتى الفجر ..

أتى الفجر ..


* * * *


كلنا نعي معنى الشمس ، و لكن

في الحقيقة .. لا ندرك من أضوائها شيئا ..

لأننا نستمر بمحاولة التقاط النجوم ..!

هذه القهوة ساخنة ، مُرَّة ..

لا تتذمري ،

فإنَّها ليست أمرَّ من ذاك ..

و أنت تعلمين جيدا آلام اللهيب ..

* * * *


أرجو فقط ألاَّ أغفو في المساء ..


أتمنى أن توقظوني يا أنتم ..

يا من يهمكم أمري ،

للأسف علينا كتابة عريضة ..

سيطرت البيروقراطية على المحيط ..!

" إلى من يهمه الأمر ، بثينة تطلب الدعم في المساء ..

لا تدعوها تنام ، فلتوقظوها حتى الفجر ..! "


* * * *


شتاء .. شتاء .. شتاء ..

لا أستطيع الكتابة في البرد ..

أين هي شمسي العزيزة ؟،

أعتذر لقد ذممتكِ طوال فصل الصيف ..

أعدك ، سأحاول ألاَّ أشتكي ..

فأنا إنسانة أنتظر الفجر مذ بدأ المغيب ..

كل يوم أنتظرك أيها الفجر ..

عدني أن تأتي كل يوم ..

* * * *

كنَّا أصدقاء ..

حتى أطلَّ القمر ..

باحت الكواكب الأخرى بحقدها ..

و اختفيتِ يا رفيقتي ..

و أنا الآن وحدي مع الفجر ..

لستُ حقيقة وحدي ؛ فلديَّ آخرون ..

و لكني الآن جالسة وحدي ، أرافق الفجر ..!

* * * *

أتى الفجر ،

أتى الفجر ..

كم كنت أحبه في الصِغَر ..

ولا زلت أعشق انتظاره ..!

أيها الفجر ..،

إن جئتَ و وجدتني نائمة ؛ افعل ما شئت لإيقاظي ..

فأنا أحبك ..

و أنا ... أحتاجك ..!

* * * *


تصبح على خير .. أيها الفجر ..

فالنوم يأس لإطفاء نيران الخناجر ..

أرجوك أيها الفجر ، لنتقابل غدا ..

أحبك ، يا فجري !!!



لؤلؤة الروح

( النقد البنَّاء .. أعزائي )