منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " الهَجرة " عند شوقي يوسف بهنام
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2019, 02:38 AM   #1
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي " الهَجرة " عند شوقي يوسف بهنام


.



لنهجر بيتنا
حفاة
نبحث وراء بستاننا
وراء الأشجار التي ترقص عارية في النهار
وراء أنفسنا
عن أرض الله التي تثقل عناقيد المرارة كرومها


،

يخبرنا السيد : شوقي يوسف بهنام
عن " الهجرة " في قول : الشاعر الآب باسيل عكولة


كيف يترك عكوله بيته ؟ يتركه حافي القدمين .
في هذه الوضعية او هذه السلوكية رمز الى كراهية تشتعل في ذاته . لا اعلق على سيكولوجية الهجرة او المهاجر..
لكن اهم نقطة ، في تقديرنا في علاقة المهاجر بوطنه هي أن أرضه رفضته وهمشته وطردته وأقصته .
إنها لا تقبله بعد كائنا انسانيا . من هنا نشوء مفهوم أرض الله .
العالم ليس حكرا على جماعة او مجتمع او دولة او حضارة ما . الارض هي لخالقها .. لواجدها .
من هنا انتماء وعلاقة المهاجر بالكون وليس ببقعة منه .. ينظر الى الكون نظرة عالمية ..
بمعنى ان له الحق في العيش في اي مكان فيه ،
هنا تخطي واختراق لكل الحواجز والموانع والحدود .
الأرض التي تقبلني ستكون أرضي كتحصيل حاصل . هذا هو السبب المهم ، في تقديرنا ، لسر الهجرة .

ما عاد يشعر بالانتماء الى أحد . الابوان هما الاقرب للذات من الغير . هما علة وجود الذات ..
فإذا شعرت هذه الذات بانها مرفوضة من الأبوين فان مثل هذا الشعور يعد أعلى درجات الاغتراب . .
فالاقارب بمختلف درجات القرابة لا يمكنهم أن يمنحوا تلك الدرجة من الامان النفسي للذات .
انها إذن ... اعني تلك الذات . لقيطة !! . وما ادراك بتعاسة اللقطاء !! .
اللقيط هو الاب الروحي للسايكوباثي او الشخص المعادي للمجتمع . انه لم يعد يأبه لأحد . فالأنا الأعلى لديه غائب بالمرة .
ولو قدر الامر لهذا اللقيط ان يكون نجما في المجتمع فما هو اتجاهه نحو ذلك المجتمع ؟ من المؤكد انه اتجاه عدواني خالص .
لا اريد ان اتهم الرجال الذين كان لهم دور في تدمير العالم او تشويه صورته نحو عوالم الشر بانهم لقطاء .
لكن من المؤكد ان هناك خللا كبير في اناهم الاعلى نحو هذا العالم . .
يذكرنا هذا الامر بقصة شاعرنا الكبير سعدي يوسف الذي اعلن مرة ، حسب علمي ، إنه رفض جنسيته العراقية !.
إنه يحمل جواز سفره وينتقل من عاصمة الى اخرى . اي عاصمة تقبله تصبح تلك العاصمة بمثابة عاصمته الجميلة بغداد .
هذه هي ارض الله الواسعة وفق هذا المنظور السايكولوجي .

عكوله يهجر بيته حافيا او عاريا على وجه الدقة . ما دلالة ذلك سايكولوجيا ؟.
انها رمز الانسلاخ المطلق والرفض المضاد .
الأرض التي ترفضني .. ينبغي لي أنا أن أرفضها ايضا .
ولا أعتقد ان صاحب القول المأثور كان يعيش خلاف هذا التصور :-
بلادي وإن جارت علي عزيزة !!

إنها مرارة النبذ والاقصاء والتهميش ، إنها حنين الى الوطن .
وتلك مشكلة اخرى تظهر امام حياة المهاجر المرغم على الهجرة .
صراع مرير يعتمل في الذات المهاجرة ، لا يمكن ، البتة ، الخلاص من طوق الإنتماء وقيوده واسواره ..
فالإنتماء هو الأساس للهوية . لا هوية بلا إنتماء . أو ما يسمى بلغة علم النفس " الإطار المرجعي للشخصية "
إن تعيش الذات بلا إنتماء هو الضياع بعينه . ويعلم العاملون في الطب النفسي مأساة الذات المصابة بفقدان الانية Depersonalization .
اي انه ليس هو هو . " حالة نفسية يشعر فيها الشخص بالضياع ، وأنه نفسه قد أصابه تغيير ،
وكما لو أنه في حلم ، ومنفصل عن جسمه وعن الحياة من حوله .
في حالة الهجرة والبحث عن البستان (الفردوس) المفقود يعني البحث عن الذات في أرض الله الواسعة .


,

 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس