منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أحاسيس حجارة...
الموضوع: أحاسيس حجارة...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2017, 06:02 AM   #1
سعاد
( كاتبة )

الصورة الرمزية سعاد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 131

سعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعةسعاد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أحاسيس حجارة...


أقف هنا منذ سنين ...
منذ أن غرس( هو) أقدامي في عمق الأرض زرعني هنا قبل كل شيئ ..
قبل أن يملك المكان هويته وتُشق طرقه أعرف كل نجم فوق رأسي ..وعدد ما على الأرض من حِجارة ... وكم مرة أمطرت السماء .. وكم مرة أشرقت الشمس... وكم مرة إكتمل القمر .
تلك الأشجار ربتها عيني منذ طفولتِها ..أُحبها ...ربما لأنها تُشبهني ..فهي مثلي لم تخطو خطوة لأمامٍ أو حتى لخلف.
بداخل قلبي سكن (هو) من كان يبحث عن الأمان .. عن السكون فكنت له الوطن والسكن.
بكيت معه الحزن رغم جهلي أسباب حزنه..وضحكت الفرح ولم يكن يهمني لأي سبب إبتسم ...المهم أن يبتسم.
كثيراً يسافر إلى آخر الأفق ويغيب...ومهما طالت مدة غيابه كنت أعرف أنه سيعود لأحضاني ... ويشعل نار مدفأتي . يأتي إلي عندما يريد أن يكون وحيداً مع نفسه عندما يريد أن ينسى ما هو الكلام ...
يجلس على ذلك الكرسي يقرأ كتابه أو يتصارع مع قلمه وأوراقه بصمت أُرقبه وهو يُحضر قهوته أو يسحق أعقاب سجائره...كم يُحب أن يجلس على الأرض ويسند إلي ظهره ويُغمض عينيه ...ليفكر بها !!!
ترى من هي ؟ أعرف بوجودها وأنها تنتظره هناك... تلك العروق التي تنبض بتوتر على جبينه أخبرتني بذلك ...دائماً تؤكد لي أنها مُتعبه ..أنظر إلى عينيه علي أجد ملامحها أو أعرف شكلها !!!
ترى ماذا يفعل عندما يكون معها ؟كيف يفكر ؟ ماذا يلبس؟ كيف يتكلم ؟كيف هو صوته؟

.
.
.
هذه المرة عودته مختلفة !!!
لماذا أحضر هذه الحقيبة الكبيرة؟وماذا بداخلها ؟ هل سيمكث لوقت أطول معي هذه المرة؟ لماذا كل هذا الحزن المرسوم على ملامحه ؟ وهذه الرعشة التي تسري في أنفاسه. ليتني أستطيع أن أساله!!
يده دائماً كانت دافئة ما بالها اليوم وكأنها قطعة من الثلج وهي تلامس زوايايا بحنانٍ قاتل ...
وتلك الدمعة ما سر مطالبتها لي أن أسامحه...؟
هاهو الأن يفتح حقيبته ...إنها فارغة كعينيه التي تسحبني إلى عمقٍ مظلم.
لماذا يدور حولي ..؟؟ترى عن ماذا يبحث؟ تلك الأشياء التي يجمعها في حقيبته ...إلى أين سيأخذها كنت دائماً أحرسها حتى من هجمات ذرات الغبار ..
هاهو الآن يجلس على كرسيه ولكن ليس كعادته ...يُحملق إلى بقايا تلك الأوراق وبقايا كلمات لم يكتب لها النجاة.... إلى أين؟ ....لماذا يفتح الباب؟
لا.. لا تخرج يــا.....؟ ما إسمه؟ أنا لا أعرف أسمه ...كيف أُناديه ؟طوال تلك السنين لم أتكلم معه أبداً كنتُ فقط أسمع أنفاسه همساته ...
ولكن لم أكن أعرف لغته كنتُ أعرف أنه يُحب هدوئي ...فأصبحتُ أهدأ من صمته ...كم أعشق صمته أين تذهب ؟ ..... هل سترحل ؟ لا ... لا ... لا ....أرجوك لا ترحل ستعود أليس كذلك ؟
أخبرني ... قل أنك ستعود لا ترحل أرجوك.. ماذا عني ؟ ...أي مصير هو مصيري ؟ لا تخرج لأني أعرف أنك هذه المرة لن تعود هل تسمعني ....؟ا
ارجوك خذني معك ليتني أستطيع أن أدخل إلى حقيبتك
لا ... لا تبتعد لا تجعل ذلك الأفق يبتلعك انتظرني سأذهب معك ..
ها أنا أنتزع أقدامي من عمق الأرض ....
إنتظر ... إنتظرني يا إلهي ...آآآه ...لم أكن أعرف أن السير مؤلم لهذه الدرجة
إنتـــــ ـ ــ ظـ ـ ـ ـ ـ آآآآه ....لاااااا
.
.




(هو) ....يسمع في الخلف دوي صرخة ألم يستدير ليجد بيته الصغير قد إنهار على الأرض.

 

التوقيع




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليس ثرثاراً.
أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط
تكفيه تماماً للتعبير عن وجعه:
( طَقْ ) ‍!

أحمد مطر

سعاد غير متصل   رد مع اقتباس