منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خطيئة تمشي على قدمين !!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2011, 12:33 PM   #4
رمال
( كاتبة )

الصورة الرمزية رمال

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

رمال غير متواجد حاليا

افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






الفاضلة / سماح عادل
حيَّاكِ الله
طرحٌ طيبٌ مُثمر بإذن الله تعالى .









أُفضل أن يكون الرد على ثلاثة أجزاء سأبدأ بالجزء الأول
فأقول وباللهِ التوفيق:

" 1 "
مَنْ هو اللقيط ؟
اللَّقِيطُ الطِّفل الذي يوجَد مرْميّاً على الطُّرق لا يُعرف أَبوه ولا أُمّه.
إذا..
هو مولود مَّنبوذ وإن قسناه على محور طرحك سيكون سبب النبذ بائنا معلوم ، وهُنا يُجرّم
مَنْ يُلقي باللوم على ذاك المولود فلا يد له بما جرى وما سيجري وما سيكون عليه حاله إن أمد
الله في عُمره . وأما النظر إليه مِنْ زاوية ما اقترفاه والديه فتلك نظرة مُخالفة للفطرة الإنسانية ودينها.
لان ذلك سيكون بمثابة الانتقام مِنْ فرد لم يرتكب سوء وهو ينم عن ضُعف وقلة وعي مِنْ مَنْ يسلك هذا
المسلك اتجاه أفراد المُجتمع وبني الإنسان عامه.



" 2 "
( تقول إحدى السيدات: تعجبت حين " صاحت " سيدة بعلو صوتها وهي تقول: " أعوذ بالله أَتُشبهين أبن الحرام
هذا بابننا" تقول: رغم أنها لا تعرف حقيقة هذا الرضيع فربما ظروفه ليست تلك التي خطرت ببالها.
انتهى تعليق السيدة الكريمة ) .

الشاهد مِنْ ما جاء أعلاه هو: علينا أن نُربي أنفسنا والنفوس التي تحت يدنا قبل أن نُحاول تغيير ثقافة مُجتمع
ومسالكه وتعاملاته، فمثل تلك السيدة ماذا سيأخذ مِنْها صغارها والنفوس التي تعيش معها وتحت يدها ؟ كيف
سيكون تعاملهم مع فرد في مُجتمعهم عرفوا أنه لقيط وأن لا أب ولا أم ينتسب لهما ؟ . فيجب أن نبدأ بأنفسنا
أن نُربيها على ما جاء في شرع خالقها قولا وعملا لا أن يكون حديثها في كفة وفعلها في كفةٍ أُخرى ،فحقيقة
لا أعلم كيف يأتي مثل القول أعلاه مِنْ امرأة تضع رأسها ساجدة لله في صلاتها وقيامها ، الدين مُعامله فإن لم
تستطع فعل الخير لهذا الرضيع وغيره فعليها إمساك لسانها فهو أضعف الإيمان عندها .

عنوان طرحكِ مثلا ألا يمكن الترفع به عنهم والخوض فيه دون مساس بهم فكان " خطيئة تمشي على قدمين "
وهو إشارة إلى فرد بشري لا أم ولا أب يُنسب إليهما ، هذا العنوان حكم عليهم بل قطع أي محاولة في رفع الأذى
عنهم بكونهم " خطيئة ". ( طبعا أُجزم أنا بنظافة فكرك وسلامة نفسك ) فقط أردت أن أضرب
مثال بمسالك ومنطوقات نقع فيها. فحياتنا اليومية وتعامُلاتنا ومسالكنا قدوة يُمتثل بها وما أقوله أنا قد يُكرره
غيري عند غيره وهكذا .

إذا..
مِنْ احتواء أفراد الأسرة وهي اللبنة الأولى في المُجتمع المُسلم والتي إن صلحت صلح المُجتمع بإذن الله تعالى أن نُربي
أنفسنا وما تحت يدنا على الامتثال لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله المُصطفى ( نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ) ،
أن يكون قولنا فعلا لا قول وعند الفعل يأتي عكسه ، أن نحفظ الكلمة ونتقي الله فيها ، أن نأخذ بيد الإنسان ونترك مُحاسبته
فلا يقع علينا مُحاسبة الخلق وتتبع ظروفهم وأخطاءهم وذنوبهم، أن نتقي الله ونحفظ النفس ونُدرك ونعي معنى أن نكون أفراد
مسئولين فالمسؤولية أمانة نُحاسب عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون ومثل هذه الفئة هي أمانة تقع تحت مسؤولية أفراد المُجتمع
عليهم تنشئته وتربيته وتعليمه والأخذ بيده حتى يصل إلى سن الرشد. والفرد الذي لا تستطيع نفسه أن تتعامل معه فالأجدر به
إمساك لسانه وتركه لخالقه ولِمَنْ يخاف ويتقي ربه فيه.



" 3 "
سأتحدث هُنا عن تفريط الفرد المُسلم في نفسه قبل تفريطه في عرض أخيه المُسلم
فأقول وبالله التوفيق:
خلق الله سُبحانه وتعالى الإنسان ولم يترك الشرع شيء إلا أبانه ووضحه . ومِنْ هُنا يأتي دور اللبنة الأولى في
المُجتمع المُسلم ( الأسرة ) هذه الأسرة إن قامت على أساس صحيح إن تم اختيار الزوج على أساس الخُلق والدين
وإن تم اختيار الزوجة الصالحة فسنرى ثمار هذا في مُخرجاتها في المُجتمع ( أفرادها / أبناءها ).

علينا تربية الأبناء وتنشئتهم وفقا لمبدأ المسؤولية والأمانة أن نجعله يُدرك ويعي في كُل سنة يزيد فيها عمره أن
نفسه أمانة لديه سيأتي اليوم الذي سَتُرد فيها إلى خالقها لذا يقع عليه حفظها وصون جوارحها إن جاع لديه المسالك
الطيبة الحلال التي يُشبع فيها جوعه دون أن يسرق أو يأخذ ما ليس له ، حتى المال الذي سيشتري به عليه أن يحرص
أن يكون حلال ومِنْ جني تعبه وجُهده، أن يحفظ سمعه وأن يحفظ بصرة فلا يسمع مالا يحل له ولا ينظر إلى ما لا يحل له
، حين يحفظ الفرد البشري نفسه ويعرف حدود الله ويتقيه فيما ينوي قبل أن يعمل سيترفع عن الوقوع في المعاصي والذنوب.

أيضا على الأسرة أن تأخذ بيد الأبناء حتى يصلوا إلى باب لُبنتهم الأولى فالفتاة يتم تنشئتها على أساس الفطرة بكونها زوجة
وأم لا أن تُترك وتُحث على تحصيل العلم و السعي للوظيفة والمال ونترك الأصل والفطرة وهي " الأسرة " بدعوى التقدم
والحضارة والاستقلال!! فالفطرة هي الفطرة، وكذلك الابن أن نأخذ بيده وأن نُعينه على الوقوف ونعمل على تزويجه لا أن نضع
العراقيل أمامه فالاستقرار هو أساس النجاح في كافة شؤون الحياة. وما حث الإسلام على تكوين الأسرة إلا لأنها الفطرة السليمة
التي يتحقق فيها وبها راحة الفرد واستقراره وبها يحصل استقرار المُجتمع وصلاحه.




" 4 "
نأتي عند نقطة زواج فتاة أو امرأة مُسلمة مِنْ رجل مُسلم لا نسب له وُجد لقيطا في طفولته سواء
أكان له أُمٌ وأب ينتسب لهما أو لا فأقول وبالله التوفيق:
ليس مِنْ السهل أبدا الارتباط بهذا الرجل ، رغم أن الشرط في اختيار الزوج هو الخُلق والدين إلا أن الفطرة الإنسانية لها دورها
وحاجاتها. فالأبناء حين يولدون يجدون حولهم العائلة الكبيرة يجدون الجد والجدة والأعمام والعمات وحتى لِمَنْ كتب الله عليه أن
يعيش بعد وفاة عائلته إلا أن " ذِكر " العائلة و " سُمعتها "ونسبها يبقى بل سيجد الأبناء مَنْ يُحكيهم عن جدهم مثلا أو عن عم لهم
أو سيمر عليهم مَنْ يقول : ما شاء الله أنت مِنْ عائلة فلان أو أنت ابن فلان أو جدك كان وكان .. .. وما إلى ، فالعائلة والقبيلة والفخر
بها والانتماء إليها حاجة فطرية إنسانية ( طبعا إن وصل الأمر إلى العصبية القبلية فقد خرج عن هذا ) لكن حين يتم الارتباط بهذا
الرجل فعلى الفتاة أن تعي أنها اختارت مُسبقا " وضع صِغارها الاجتماعي " لان كون والدهم دون نسب معروف سيبقى معهم ،
أيضا على تلك الفتاة أن تُدرك حجم المسألة قبل أن توافق على الارتباط حتى تكون عونا وسند لهذا الرجل المُسلم فليست كل امرأة
قادرة على صون الرجل الذي تزوجت به وحفظه فما بالكم إن كانت ظروف الرجل حساسة جدا كالنسب ، فهُناك نساء في كُل موقف
بينها وبين زوجها " تُعايره" بفقره مثلا أو بأن نسبها أو عائلتها أفضل أو بأن علمها وشهاداتها ووظيفتها أحسن ليس كُل النساء
طبعا لكن يوجد هذا الصنف وكثيرا مِنْ المُشكلات الاجتماعية بين الزوجين تقع ضمن هذا .لذا على هذه الفتاة أن تعي وتُدرك حجم
الوضع الذي اختارته بعد أن تستخير الله وتأخذ برأي عائلتها فإن تمت الموافقة والرضا سيبقى الأمر بيدها بأن تأخذ بهذه النفس
المؤمنة وتُعاملها بما يُرضي الله أن تقف معها وتُعينها وتُساندها أن لا تجعل مِنْ وضعه الاجتماعي مأخذ عليه هذا والله أعلم.


هذا والله أعلم .






هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

التوقيع

فكر لا يقبل الاعوجاج إن وجد.

رمال غير متصل   رد مع اقتباس