منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - على خطى الرمل
الموضوع: على خطى الرمل
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2012, 02:00 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي على خطى الرمل


أين تمضي ؟ الطريق لا من هنا ولا من هناك .. والخمسون عاماً لا تبشر بجواب ، الناس يحثون الخطى .. لعلهم يعرفون الطريق .. أو لعلهم لا يبالون .. أما أنت فلا أحد يشبهك ، حتى متى والريح تسرق قدمك .. وتدس الرمل في دمك .. تطعن جبين الشمس وتسقيك صهيلها .. حتى متى وأنت تلملم حكايات المقاهي وتنصب نفسك شرطياً لها ، تعبت .. كلما أبصرت درباً .. مددت يدك .. لتنتبه لها بعد ساعة وهي تسند رأسك .

وجهك مفقود .. ألا تهتم ؟ من سنين وهو يجالس الطيور الغافلة .. يصب المساء في كؤوس من حرير .. يسرق قلوب المسافرين ويمارس هوايته في اللقاء والتوديع .. مدلل كنخلة .. كطرقات الرؤساء والسياح .. كشعر قطة ثمينة .. أتظنه يعود ؟ بذات العينين البكر .. بذات الروح المسكونة بعطر الماء .. بذات الأذنين المزهرة بصوت العشب .. ولكن كيف ؟ وحدها التماثيل من تغيب ولا تشوهها الغربة .

أخيراً .. انتبهت للسوس المشبوه في قلبك .. نخر ساعاتك فأعطبها .. صيرك رائداً في السب والشتم .. تشتم الضوء المشنوق عند فسحة الباب .. تشتم سلمى المعربدة في رواشين الذاكرة .. الوظيفة المسكوبة في فم الصباح .. والمرأة المغروسة في جدران بيتك .. تشتم السيارات التي تعبرك ولا تلقي تحية الصباح .. والنوم الذي يسرقك ويلقيك متسولاً على أربطة الوقت .. وبعدها .. تتعثر برجل في داخلك .. تفوح منه رائحة البكاء .

فيم الانتظار ؟ الحياة لن تمنحك أكثر .. تعال وأنظر .. هنا تحت النافذة .. شبابك مفتت بين التراب .. لن يصحو وإن سقاه المطر .. وإن وصمت سنين هذا الزمان بسرعة لا تُطاق .. وإن أوليت غترتك العناية الفائقة .. وتأنقت كطبق من الفواكه الطازجة .. الخميس الماضي .. آلمك ضعف ذاكرتك .. ضياع العناوين والأسماء .. كوب الماء الذي نسيته فانسكب على السجاد ، كل الأشياء تكبر وتذبل .. الشمس والقمر والزهور .. وحدها الأشجار من يزداد رونقها حين تشيخ .

كل صباح تجلس عند حافة رأسك .. تسكب له الأعمال العظيمة في كوب الشاي .. توبخه على تقصيره بالأمس .. تخاف أن يُحبط .. فتعده بفسحة قصيرة مع الأصدقاء .. تدس في جيبه رائحة الفجر وروح النمل وأنفاس البحر .. تفتح له أدراج الوقت لينتقي منها اللون الذي يحب .. توهمه بنجاح قادم .. وحين تلتقيه عند وسادة نومك .. يطأطئ عينه ويترقب التوبيخ .

لِمَ الآن تؤلمك الفوضى ؟ أنت قضيت عمرك فيها .. لم تبالي وأنت تقطع رأس القمر وتلقمه جشع النهار .. تتقي قطرات المطر بمظلة مثقوبة .. تنسى قلبك عند امرأة جميلة وتمضي سحابة يومك تبحث عنه .. تضرب مواعيداً متناثرة .. لتتركها لا تدري كيف تدبر حالها .. تصلب الساعة على جدارٍ أخرس وتجعل وقتها يسيل على زخارف السجاد .. على ثرثرة القنوات .. على صور الذكريات المنسابة كحيات يلسعك فحيحها .. أنت قلت كثيراً .. الفوضى حياة وجمال وضحك والنظام ملل ورتابة وقبر .

يا الله .. امنحني النور .. امنحني اشراقة الصلاة في كل الأحوال .. لذة السجود في القيام والقعود .. اجعلني في قلب طائر أدمن معه جمال التسبيح .. اسكب الشكر في صدري لترى عيني جمال المعبود .. امنحني الحمد ليتمدد قلبي بالحب والشوق .. يتمدد بالحرية الملتفة في جلال الخضوع .. يا الله .. امنحني النور .. حتى أرى الطريق وأمضىي .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس