منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رياض السنباطي ومختارات من القصائد
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2019, 01:18 AM   #1
عامر بن محمد
( شاعر وكاتب )

افتراضي رياض السنباطي ومختارات من القصائد


قيمة السنباطي الفنية تضاهي قيمة الاهرام الاثرية ..انه مبدع ومبتكر الالحان الى درجة الاعجاز ..

رياض السنباطي بستان غني بانواع الانغام والالحان يحسن اختيار ما يطرب القلوب قبل الاذان ، له مكانة سامية في اداب الموسيقى العربية تلحينا وغناء ، ويعد من اهم عمالقة الموسيقى الشرقية بلغ عدد مؤلفاته الغنائية 539 عملاً في الأوبرا العربية والأوبريت والاسكتش والديالوغ والمونولوغ والأغنية السينمائية والدينية والقصيدة والطقطوقة والموال. وبلغ عدد مؤلفاته الموسيقية 38 قطعة، لونجا وسماعي وتقاسيم ، حصل على عدة جوائز في مصر من الدولة وجوائز عالمية حاز على جائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس عام 1964 و جائزة اليونسكو العالمية وكان الوحيد عن العالم العربي ومن بين خمسة علماء موسيقيين من العالم نالوا هذه الجائزة على فترات متفاوتة .

مايميز السنباطي هو تلحينه للقصيدة وتفرد بذلك لحبه وتذوقه للكلمة وهو حين يلقى قصيدة تشعر بان روحه تعانق كل حرف وليس كل بيت .. اليوم نسلط الضوء على بعض القصائد التى لحنها ..من كلمات ناجي ابراهيم

أنـــــا فى بُــعدِكَ مـفـقودُ الهُدَى ضَائعٌ أهفوالى نــورٍ كـــريم ِ

أشترى الأحلامَ فى سُوق المُنى وأبيعُ العُمرَ فى سُوق الهُموم ِ

لا تَقل لي في غدٍ مـــــــوعـدُنا فــالـغدُ الموعودُ ناءٍ كالنجوم ِ

جمال هذه الابيات لا يخفى على متذوق الشعر ..وفي اليوتيوب تجد رياض يغني وهو في اخر ايامه في الثمانين من عمره هذه الابيات الثلاثة في مقابلة له في قناة الكويت ورغم كبر سنه وتضخم صوته الا انه مطرب في غاية الطرب عمل هذا اللحن من اجل ان تغنيه رفيقة دربه ام كلثوم ولكن المنية عاجلتها فغنتها سعاد محمد .. يعزف الستباطي مقدمة خفيفة وعميقة من مقام راحة الارواح ( سي سيكا ) وينتقل الى الراست من درجة الفا يعود الى راحة الارواح .. مقدمة مفعمه بالروح والطرب ثم يبدأ الغناء بموال راحة الارواح مع لزمة موسيقية بعد البيت الاول ثم يبدأ من البياتي درجة ري في مشهد موسيقى كأنه حلم في عالم الخيال .. السنباطي يتذوق الكلمة ثم يكسوها رقة بموسيقية عجيبة ..





قال رياض كنت عند ام كلثوم واخرجت لي ورقه مكتوب فيها قصيدة مهداه لها من امير الشعراء احمد شوقي وقصتها انه كانت ام كلثوم بحضرت شوقي فمد لها كاس من الشراب وهي لا تشرب ولكن مسكت الكاس بيدها ثم وضعته على شفتيها فأنشد شوقي متسأل هل لمست شفاه ام كلثوم الكأس ام لا ..

سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها

واستخبروا الراح هل مست ثناياها

باتت على الروض تسقيني بصـافــيـه

لا لــلـسـلاف ولا لــلــــورد ريـــاهـــا

ما ضر لو جعلت كأسي مراشـــفهـــا

ولو سقتني بصاف من حـمـيـــاهــا

هيفاء كالبان يـلـتـف الـنـسـيـم بـهـــا

ويلفت الطير تحت الوشي عطفـاهــا

حـديـثـهـا الـسـحـر إلا انـــه نـــغـــــم

جــرت علــــــي فــم داود فــغــنـاهـا

حمامة الأيك من بالـشــجـو طـارحـها

ومن وراء الدجي بالشوق نـــاجـاهــا

القت إلي اللـيـل جـيـدا نــافـرا

ورمــت إليه اذنا وحــــــــارت فـيـــه عـيـنـاهـا

وعادها الشوق للاحباب فـــانـبـعثـت

تبكي وتـهـتــف احــيـانـا بـشـكـواهــا

ياجارة الأيك أيام الــــــهـوي ذهـبــت

كالحلم آهــــــــــــا لأيام الهــوى آهــا


ايضا يستهل هذه الاغنية بمقام راحة الارواح وهو مقام يعشقه السنباطي كما شهدت بذلك اعماله دعونا نستمع في الرابط ادناه تعليق رياض حول القصيدة ثم يبدأ التقاسيم ثم يغنى مطلعها ...




ايضا لحن لأم كلثوم هذه القصيدة الجميلة ..

يا صحبة الراح اهل الراح هل حانوا
وهل تغنت على الحانها الحان
صبا الندامى وما فى الحان الحان
فى كاس عمرى بقايا ، من يشاربنى
ومن يطارحنى والعيش ريحان

وثمالة من دموع الشجو الوان
ابريقها راح يبكى وهو فرحان
ثمالة ، اه لو فاضت ، واه اذا
غاضت ، و واها لها ، والقلب لهفان

عهدى بها و كؤؤس الصفو مترعة
بهن طاف على الكرى سكيران
لا يشرب الراح ، الا انه ثمل
نشوان والكاس فى كفيه نشوان
ترى تعود الليالى والهوى معنا
يا غربة الكاس ، ما للكاس ندمان



وكما قال عبدالوهاب حبن سمع لحن السنباطي الشهيرفي قصيدة الاطلال قال ( دا رياض لبسنا الطرح ) يقصد انه اتى بما لم يسبقه احد اليه ..وهي من كلمات ابراهيم ناجي ايضا ويستهل لحنها ايضا يمقام راحة الارواح ثم يتنقل تنقا سلس بين المقامات حسب الصورة الفنية في القصيدة حقا انها لوحة ابداعية لا مثيل لها :

يا فؤادي لا تسل أين الهوى .. كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلاله .. واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً .. وحديثاً من أحاديث الجوى

لست أنساك وقد أغريتني .. بفمٍ عذب المناداة رقيقْ
ويدٍ تمتد نحوي كيدٍ .. من خلال الموج مدت لغريق ْ
وبريقاً يظمأ الساري له .. أين في عينيك ذياك البريق ْ

يا حبيباً زرت يوماً أيكه .. طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المدل المنعم .. وتجني القادر المحتكمٍ
وحنيني لك يكوي أضلعي .. والثواني جمرات في دمي

أعطني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمي .. لم أبقيه وما أبقى عليَّ
ما احتفاظي بعهودٍ لم تصنها .. وإلام الأسر والدنيا لديَّ

أين من عيني حبيبُ ساحرٌ .. في نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً .. ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى .. ساهم الطرف كأحلام المساء

اين مني مجلس أنت به .. فتنةٌ تمت سناء وسنى
وأنا حبٌ وقلبٌ هائمُ .. وخيالٌ حائرٌ منك دنا
ومن الشوق رسولٌ بيننا .. ونديمُ قدم الكأس لنا

هل رأى الحب سكارى مثلنا .. كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا فى طريق مقمرٍ .. تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً .. وعدوّنا فسبقنا ظلنا

وانتبهنا بعد ما زال الرحيق .. وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى .. وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذيرٌ طالعٌ .. وإذا الفجر مطلٌ كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كلٌّ في طريق

أيها الساهر تغفو .. تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التأم جرح .. جدّ بالتذكار جرحُ
فتعلّم كيف تنسى .. وتعلّم كيف تمحو

يا حبيبي كل شيئٍ بقضاء .. ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا .. ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خل خله .. وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل إلى غايته .. لا تقل شئنا فإن الحظَّ شاء


والقصيدة كما قرأتها ذات صور جماليه عميقة وهي لاتقل في ابداعها الموسيقى عن رباعيات الخيام التى ترجمها الشاعر احمد رامي واقتتحها السنباطي بمقام الراست درجة دو ..


سمــعت صـوتا هاتــفا فى السحـــر

نادى من الغـيب غفاة البشر

هبوا املأوا كــأس المـنى قبل أن

تملأ كأس العـــمر كف القدر

لا تشـــغل الـبال بماضى الزمان

ولا بـــــآت العيش قبل الاوان

واغنم من الحــاضـر لـذاتها

فلـــيس فى طبع الليالى الامان

غد بظـــهر الغـــيب واليوم لــى

وكم يخيب الظـن فى المقــــبل

ولســت بالغافـل حــتى أرى

جمال دنياى ولا أجتـلى

القـــلب قـــد أضناه عشق الجــمال

والصدر قد ضاق بما لا يقــال

يارب هل يرضـــيك هذا الظما

والماء يـنساب أمامى زلال

أولى بهذا القـــلب أن يخفــق

وفى ضـــرام الحب أن يحرق

ما أضيع الـيوم الذى مـر بـى

من غير أن أهوى وأن أعـشق

أفـــق خفـــيف الــظل هذا السـحر

نادى دع الـــــــنوم وناغ الوتر

فــــما أطـــال الـنوم عـــــمرا ولا

قصر فى الأعمار طول السهر

فـــــكم تــوالى اللـيل بعد النهـار

وطال بالأنـجم هذا المدار

فامش الهـــوينا ان هــذا الثرى

من أعين ساحـــــرة الإحورار

لا توحش النــــفس بخوف الظنون

واغنم من الحاضر امن اليقين

فقد تســـاوى فى الثرى راحل غدا

وماض من الوف الســنين

أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب

فإنما الايام مثل السحاب

وعــــيشنا طيف خيال فنل حظك

مـنه قبل فوت الشــباب

لبست ثوب العيش لم استشــر

وحــرت فيه بين شتى الفكر

وسوف انــــضو الثوب عنى ولم

ادرك لمـاذا جئت اين المفر

يا من يحـار الفهم فى قدرتك

وتطلب النفس حمى طاعـــتك

اسـكرنى الإثـم ولكننى

صـــحوت بالآمال فى رحمتك

إن لم أكن اخلصـــت فى طاعتك

فإننى أطمع فى رحمتك

وانمـا يشـــــفع لى اننى قد

عـــــشت لا أشرك فى وحدتك

تخفى عن الـناس سنى طلعتك

وكل ما فى الـكون من صنعتك

فأنت محـــلاه وأنت الـذى

تـــرى بديــع الصنع فى آيــتك

إن تفصل القطــــــرة من بحرها

ففى مـداه منتهى امرها

تقاربت يارب ما بيننــا

مسافة البعد على قــدرها

ياعالم الأسـرار علم الـــيقين

ياكاشف الضر عن البائسيــــن

ياقابل الأعــذار عدنا الى ظلك

فاقــبل توبـة التائبيــن

ولحن للامير الشاعر عبدالله الفيصل رائعتين هما ثورة الشك ومن اجل عينيك وهذه ابيات القصيدة الثانية التى تنساب منها العذوبة لتحتضن انغام السنباطي وتعانق حنجرة ام كلثوم ...

من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فيه الخلى
وأصبحت عينى بعد الكرى
تقول : للتسهيد لاترحل
يافاتناً لولاهُ ماهزنى وجدُ
ولاطعم الهوى طاب لى
هذا فؤاى فامتلك آمرهُ
أظلمهُ أن أحببت أو فاعدل

من بريق الوجد فى عينيك اشعلت حنينى
وعلى دربك أنًىَ رحُت أرسلت عيونى
الرؤى حولى غامت بين شكي ويقينٍِي
والمنى ترقص فى قلبى على لحن شجونىِ

أستشف الوجد فى صوتك آهات دفينة
يتوارى بين أنفاسك كى لا أستبينَ
لستُ أدرى أهو الحبُ الذى خفت شجونه
أم تخوفت من اللومِ فآثرت السكينةُ

ملئت لى درب الهوى بهجة
كالنور ِفى وجنتِ صبحً ندى
وكُنتُ إن أحسست بى شقوتً..تبكيك طفلا خائفاً
وبعد ما أغريتنى لم اجد منك
ألا سراباً عالقاً فى يدى
لم أجن منهُ غير طيفً سرى وغاب عن عينى
ولم يهتدى

كم تضاحكت عندما كنت أبكى
وتمنيت أن يطول عذابى

كم حسِبت ألايام غير غواناً..وهى
عمرى وصفوتى وشبابى

كم ظلمت الآنين بين ضلوعى
بعد رجع لحنً من الاغانى العذابِ
وأنا أحتسى مدامع قلبى
حين لم تلقنى لتسأل مابى

لاتقل أين ليالينا وقد كانت عذابا
لاتسلنى عن أمانينا وقد كانت سرابا
أننى أسدلت فوق الأمس ستراً وحجابا
فتحمل مُرَ هجرانِك وأستبقَ العتاب



وللحديث بقية

 

عامر بن محمد غير متصل   رد مع اقتباس