؛
؛
ويباغتُني الصباحُ بأنوارهِ العتيدة ،مُعلناً ميلاد يومٍ جديد ،
مُمزِّقاً ورقة خريفٍ مِن عُمُر الأمس، شاطباً رقماً مِنْ تسلسُلِ العدِّ التصاعُدي، ليضيفهُ لروزنامة عُمُري المُنحدِرِ تنازلياً ،
المُتدحرجِ كـ كُرة ثلجٍ تتعملقُ كلّما اقتربت مِن حتفها !
ياهذا الصباحُ ....
أستشرِفُكَ وقصعةُ الحنينِ تنُوء عن حملها يدي الواهنة، إثر عملٍ حياتيٍ دؤوبٍ،
أستشرِفُكَ والشوق يبسِطُ أجنحتهُ، مُحتلاً كُلّي،
أتنفّسُك مِلء أنفاسي وجد، وملء روحي انعتاق،
أعبُّ بأنسامك الحيّةِ كل خليّةٍ هرِمة، كُل ما نالهُ العطبُ أو يكاد ،
أشكوك أمسي الماضي ،
وليلهُ الأليل،
أشكوك غدي، ومايختبي في جنباتهِ ،
أشكوك غُربتي، هدير صمتي، صدى الآه المحتبس في كهوف روحي،
أيُّ عُمُرٍ هو ذاك الذي تُحصَى صباحاتهُ بعدد الأحرف التي دأبْتُ و كتبتُها؟
وأيُّ صورةٍ أفلحتُ في رسمي في عينِها؟
بين دفتيّ الأمسِ واليومِ؛ أنا
أحرُفٌ ترتصِفُ، ناظمةً كلمات متقاطعة، شِبهُ متشابهةٍ، مُتضادّة،
في محاولةٍ لصياغة ذاتٍ تبحثُ عنها، داخل دائرةٍ من المتاهة !!