منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صارَتْ خادمة قبل أن تكون قائدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2009, 01:17 AM   #1
ناصر الصاخن
( كاتب )

الصورة الرمزية ناصر الصاخن

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

ناصر الصاخن غير متواجد حاليا

افتراضي صارَتْ خادمة قبل أن تكون قائدة


صارَتْ خادمة قبل أن تكون قائدة


لم يُصدّق العالم بأن السعودية والتي هي من الدول المتأخّرة قليلاً أن تسمحَ للمرأة السعودية أنْ تكون خادمة ، وإنها لاشك بادرةٌ طيّبة كما قال البعض ، وبادرةٌ سيئة كما قال البعض أيضاً ، فبيْنَ هذا وذاك ضاع مَن يبحثُ عن التقدم ! ويا تُرى هل هي بوّابة خير وسلسلةُ تطوراتٍ كي يصلَ الوضعُ إلى أن تقودَ المرأة السيارة ؟؟
لا أعتقد أن الأجنَبيّ أو الغَربيّ يُصدّق بأن هنالك في أكبر دول النفط (السعودية) الكثير من الفقراء لا يملكون الطّعام ليومهم ، وذلك عائدٌ لسببِ ملايين البراميل مِن البترول أو النفط الذي تُصدّره المملكة يومياً إلى عدة دول كبرى وعظمى ، وأيضاً إنّ إقبال عدد من النساء إلى العمل في البيوت كخادمات هو راجع لسبب الفقر بلا شك !! ولولا الفقروالحاجة إلى المال لما انتهى بهم المصير أن يكونوا خادماتٍ في المنازل . وبالطبع فليس هو عيبٌ أو عارٌ على البنت ، فهي قد كفّتْ أيديها عن الناس ورأتْ أنّه لا يوجد حلٌ سِوى أن تكون خادمة ، ولكن إنْ أتينا من حيث الوطنيّة ، وأنها بنتٌ مُواطنة سعودية تعيش في أغنى دول العالم في النفط ،فإنه هنالك إشكال وعلامات تعجب كثيرة !! خصوصاً إذا سمعنا عن المليارات الفائضة سنةً تِلوَ سنة .

..
ونحن بدورنا لا نُريدُ فواتيرَ تُنبؤنا أين تذهب الميزانيّات الفائضة ؟! ولكن نريد ما يسدّ حاجة البنت الفقيرة كَيلا تشتغل في المنزل خادمة ، هذا هو الرأي الذي مِن المُفترض أن تحسّ بفقده بلدنا الغالية ،ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء وحتّى في هذه الأيام لسمعنا صَعْصَعةً كانتْ هناك تطلب بالسماحِ للمرأة بقيادةِ السيارة ، ويجب أن تتحرّرَ من القيود الوهميّة في المجمتع ، وأن تعيش حُرةً تُمارس نشاطها في المجتمع ! بينماعندما تُقدِمُ الدولةُ على السماح للنساءِ السعوديات أن يكونوا خادمات ! لم يتقبّلها البعض وكأنهم بالأمس لم يطالبوا بتحرّر المرأة من القيود كما قالوا ! تُرى لماذا رفضوا هذه الخادمة السعودية ؟ هل لأنّها نابتة من أصلٍ بترولي ؟ وأن لحمها ودمها لربما يشترك في أنسابنا ؟ أم حتى لا تحدث المشاكل في المنازل بسبب هذه الخادمة السعودية ؟

إن البعض من العوائل يُناقض نفسه ، فتراه تارةً عندما يسمعُ بالمشاكل الحادثة بين العائلة والخادمة وأن بعضها يصل للسحر أحياناً يتوقّف !! ويعزم على عدم الإتيان بخادمةٍ مرة أخرى ، بينما يصبر قرابة الستة أشهرويرجع في كلامه لحاجته الملحّة للخادمة .. ليس هذا هو الشاهد ، وإنما الشاهد هو العزم مرةً أخرى بطلب خادمة مع وجود مشاكل كما قال مِن الخادمات الأجانب ، بينما حينما تأتي لخبر السماح للخادمة السعودية بالعمل في المنازل قام الجميع معارضاً ويرجع السبب في ذلك على حدّ قولهم كيلا تحدث المشاكل الكبيرة أوبسبب العادات والتقاليد المختلفة ... ليس مقنعاً هذاالسبب !!

ولنأتي من زاوية أخرى وهي الاستعمار الأجنبي للعمالة

جميعنا ينتابه شعور غريب حينما يكون رئيسه في العمل هندي أو باكستاني أو غيره .. وهذه غريزة مزروعة في قلب المواطن المخلص ، وتراودهُ نفسه الأمارة أن يسقط هذا الرئيس أو أن يكون أعلى منه بأي طريقة ممكنة .. !! إن هؤلاء الخادمات الأجانب ملأنَ البيوت في مجتمعنا ، ولا يكاد أي عشرة بيوت أن تخلو منهنّ !! ألا يُعدُّ هذا استعماراً ؟ ... لو كانوا هؤلاء الخادمات كلهنّ سعوديات ألنْ يكن هنالك اكتفاء من العمالة الأجنبية ؟ وبعدها اكتفاء ذاتي في الصناعة ؟ كل هذا الاستيراد للمؤونات راجعٌ بسبب مباشر أو غيرمباشر لأسباب نعدّها بسيطة بينما هي في الواقع مُهمة ، ولو أشركنا هؤلاء الخادمات ووظّفنا الممرضات المواطنات والسعوديين الرؤساء لما كان للغربيّ حاجة أن يشد الرحال لبلدنا ويرجع غانماً لو لم يجد الوظيفة ، وإلا فما الداعي وصول عدد التأشيرات للعمالة الأجنبية لمليون وسبع مئة ألف .. نصفهم للعمالة المنزلية كالخادمات ، ولو استمرينا كي نجمع رواتب هؤلاء الخادمات لشكّلنا ميزانية ضخمة لسد حاجة الفقيرة الخادمة السعودية ، وإنّ إلحَاحَكم وعزمكم على التطوّر وأنّ بلادنا العربية يجب أن تكون من الدول المتقدمة في الصناعات بلا شك لا يكون ولا ينجح إلا بالعمالة الوطنية .

ناصر الصاخن
5 / 9 / 2009م

 

ناصر الصاخن غير متصل   رد مع اقتباس