منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قلب طفلة
الموضوع: قلب طفلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2009, 07:55 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 من أجل الحب ..
0 من وحي ضحكة
0 تحقيق صحافي
0 بليز :(

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي قلب طفلة


الخميس 16 - 12 - 1430 " أحب تدوين التواريخ " !





في داخلي إحساس غير معرَّف ، يغني لي لحنا منذ القدم ،

و حتى أجل غير مسمى ..


عن طفلة التهمها المطر الأسود في ليلة نام فيها القمر الحارس ،

قذفها البحر الأسود قذفة بعيدة ، و وقعت على نبتة صبار ..

سال دمها القاني على الصحراء الساخنة و كتب : ظُلِمت ، ظُلِمت ، ظُلِمت ..


مشَت و مشَت و مشَت ؛ حتى ضاعت روحها ..



* * * *



حدثني هذا اللحن عن أزهار صُبِغَت بالأسود ..

غامت بين ضرار الحشائش ، و ضاعت حتى سقطت ..!


في نقطة سوداء ؛ التقت الطفلة و الأزهار ..

نادَت الأزهار الطفلة إذ جذبها لون شعرها الطويل ،

حملت الطفلة الأزهار ،

و ضاعوا سوية في يوم عاصف ..

طارت زهرة

طارت زهرة

طارت زهرة

و بقي القليل ،

ذهب الجوري

ذهبت المغنوليا

و آخرون ،

بقي القرنفل و البنفسج و الياسمين ..!


* * * *

حدثني ذاك اللحن

عن تميمة سحر سوداء ،

عصرتها الجدة العجوز

لطفلة الشمس ..

و أشربتها إياها ..

و لأن الطفلة مؤمنة ؛ لم تنادي الأمير ،

و بَكَت لربها بالفطرة .!

قال لها أحدهم : " قد يوقظك الأمير " ،

لكنها ما تزال نائمة !

سخَّر الله لها الزهور التي صمدت لتمدها بالأكسجين ..



تعب اللحن و ضاع ..!


* * * *


جائني ناي و قطيع ذئاب ،

يقولون : " افصلي بيننا بقولك " ،

أجبتُ : " و ما دخلي أنا بالقضاء ،

إنما أنا رحالة بدوية ، خلف الكلأ و الماء ،

لأسقي زهوري فأتنفس .. "

كشرَّت الذئاب عن نواياها ،

فَهَرَبْتُ و قتلهم الأسد بدلا مني ..



و تبعني الناي خلسة ...!



* * * *


في ذات نعاس ..

غنى لي الناي :

" يا صاحبة الجسد الخمري ، سأغني للآلهة ليمنحوني حبك ،

و أبحر معك في نهر الخلود ، و نأخذ كنوزنا معنا لنموت ؛ حين يقدسنا الكهنة " !



راودني كابوس مرعب ، عن جزءٍ مني رحلَ مع الناي ..

تفلتُ على يساري ، و لعنتُ الناي ..

و شربتُ منبها روحيا لئلا أغفو قدر الامكان ،

فرحلتي طويلة ؛ يتقاسمها القيظ و الشتاء ،

و تعبرها أعمدة فسق مشتعلة ،

و كلاب تنبح في الأرجاء ..!


* * * *


وجدتُ سنبلة جميلة في إحدى حقول الراحة ،

أخذت تخبرني عن أسلاف الدين و أباطرة المجون ،

أنصتُّ قليلا و سَأَلْتُ ..

كم أنا عجولة !

صَبَرَت حتى خَجِلتُ فوعدتها بالعودة حين أتعلم الصبر ..


* * * *


و في ذات ليل ..

حلُمتُ بالطفلة و الأزهار ؛

يكتنفهم الفيضان ..

شهقتُ و شهقتُ ؛

ثم عدت إلى النوم ...





* * * *




يتبع ..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس