منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الفقر , الإعلام والمشاعرالمؤقتة !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2010, 06:25 PM   #1
سماح عادل
( كاتبة )

الصورة الرمزية سماح عادل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سماح عادل غير متواجد حاليا

افتراضي الفقر , الإعلام والمشاعرالمؤقتة !!




الفقر, الإعلام والمشاعر المؤقتة !


لِمَ لا تستثار عواطفنا إلا في الوقت الضائع ؟
لِمَ لا نشعر بقيمة ما نملكه إلا إذا فقدناه فنبكي ضياعه من بين أيدينا؟
كثيرة هي الأسئلة ,ومايهمني الإجابة عليه هنا .
سؤال آخر ولكنه في نفس منحى تلك الأسئلة السالفة .
لِمَ تستثار شفقتنا وربما إنسانيتنا ونسارع لنجدة المنكوب من
إخوتنا والمتضرر, المحتاج والسائل..الخ بعد أن يريق ماء وجهه
ذلاً ومهانة ويفتح كتاب معاناته ليقرأه كل قارئ ؟.
هنا تبدأ صيحات الاستغاثة تتوالى, كلأ يريد إن يحظى بالسبق
في المساعدة والمعاونة مبتغياً في ذلك الأجر والمثوبة
لايخفى على اثنين ما للإعلام اليوم الدور الفعال في إيصال أصواتنا
لكل من يهمه الأمر .وبالتالي الحصول على مانريد بعد أن تستنكف
جميع إمكانياتنا الشريفة في نيل مانريد دون بلبلة أو تشهير.
ونخضع تحت عدسة الإعلام لنقرأ تاريخ المعاناة منذ ولادتها إلى
أن وصل الحال بنا إلى هنا ولنطمئن بعدها إن ثمة قلوب طيبة ستقف معنا
وأيادي بيضاء ستمد يدها إلينا بلامن ولا أذى ولكن ,بعد أن يصبح لسان حالنا
على كل لسان .
أطلعت على قصة لمواطن منكوب افترش أرض بلاده فراشاً له وسمائها دثاراً له
وجعل من مياهها في دورها الخاصة والعامة مكان له للاستحمام .
قصة حزينة مؤلمة قرأتها في إحدى الصحف المحلية
ثلاثة شهور كانت هي معاناته بلا بيت ولا مأوى ولا ملاذ , وأعلنها صرخة في ساعة صراحة
يوماً إلى الإعلام فتسابقت الأيدي الكريمة لنجدته وإعانته مشكورة
ما لفت انتباهي في هذه القصة ليست المعاناة التي يعانيها لعلمي إن ثمة أسر توازي معاناته وربما أكثر
بكثير ولكن ذل المسألة وقف حائلاً بينهم وبين وصول صوتهم, وليس تلك القلوب النقية المساهمة
في إعانة إخوتها بما يسره الله وأنعم عليهم فهم كثر بفضل الله تعالى
ماجعلني حقيقة أقف في حيرة من واقع هذه القصة .هو صحوة الجمعيات الخيرية في هذا الوقت بالذات
وثم الأثر الذي زرعه الإعلام في نفس المتضرر حين قال :علمت بدور الإعلام الإيجابي
فلولاه بعد الله لما تحسن حالنا ولست نادماً على ذلك!
لااظن إننا في منأى عن هؤلاء , وهم بيننا نراهم ويروننا ولكننا لانحرك ساكناً إلا بعد إن يثار
الأضواء حولها وتترصد العيون لها لنشمر بعد ذلك عن أيدينا عطفاً ورحمة لمعاونتهم.وتستيقظ في نفوسنا
الأخوة والمروءة والشهامة
أي ذل ينتظر هؤلاء, وأي إنسانية هذه تغلفنا في لحظات دون الأخرى.وماذا عن من منعه الحياء السؤال
هل يموت جوعاً وفقراً حتى نسعفه بما يجود لدينا من نعم ؟!
وهل المساعدة تكفي وحدها لنجدة من يريد الإعانة, وهل يقف دورنا لهذا الحد
هو ما أريد معرفته بحق ؟!
فالمال ينقص , والأكل ينقص ,فهل يتسول مرة أخره ليريق ماتبقى في وجهه من ماء ليشحذ ماتجود
به نفوس الموسرين ؟ أم نأخذ بيده وهذا الأهم والأطيب بنظري إلى مساعدته ؟كيف يستثمر ما يملكه من قدرات لمعاونة نفسه بنفسه بدلاً من ندب الحظ وشكوى الحال؟ (بدلاً أن تعطيني سمكة علمني الصيد)
هل يفكر هؤلاء بمثل ذلك , أم مايريدوه هو الكسب السريع بأقل الأثمان وأكثر راحة
برأيي الخاص إن الإعلام دوره في ذلك يجب أن يتخطى الإفصاح والكشف عن الواقع المؤلم إلى تثقيف السائل عن دوره الحقيقي والعمل معاً لمساعدته أو مراقبته عن كثب حتى يتحسن حاله للأفضل
.

 

سماح عادل غير متصل   رد مع اقتباس