منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - التقينا، و لسنَا بملتقين
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2014, 03:48 PM   #1
عائِشة محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية عائِشة محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

عائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخام

افتراضي التقينا، و لسنَا بملتقين


عندما أكون معك، كل شيء يتوقف. منذ اللحظة الأولى التي التقينا، لقاء لا يأخذ الا على محمل الخيال، و كل شيء متوقف. الهواء، الماء، الطائر الحالم المحلق، الشاب المتعجرف، الأرنب النطاط، الجبان الخائف، كذلك الجبان الهارب؛ كل شيء متوقف منذ تلك اللحظة التي التقينا فيها. لا أعلم سبب توقف الأشياء و الكائنات و الا شيء كذلك؛ لكن ما أعلمه توقعاً، توقف تلك الأشياء كانت من أجلنا و لأجل هول لقائنا؛ احتراماً كان أم استغراباً أم استصغار، لا أعلم تماماً لمَ؛ كل ما أعلمه أن كل شيء توقف في لحظة لقائنا، كل شيء توقف في لحظة لقائنا و لم يعد هنالك من شيء يمارس حركته؛ الكل بلا استثناء متوقف. لكن الآن؛ الآن و بعد الفراق و الختام الجدي بدأت أتساءل، هل حقاً الأشياء توقفت لأجلنا؟ توقف ضدنا؟ أم أنها منذ البداية كانت لا تتحرك و لا تمارس شيئاً، كانت كذلك متوقفة على الدوام؟ نعم متوقفة على الدوام و لا تفعل شيئاً! اذاً لم التقينا؟ حسناً لنفترض أننا لم نلتقِ، اذاً لم افترقنا؟ لم الأشياء لم تشهد علينا؟ أو على الأقل شهدت ضدنا في فراقنا؟ لمَ لم يكون لصدى التقائنا وقع على أحدهم؟ حسناً، لم نلتقي منذ البداية، لنفترض ذلك فحسب؛ أحقاً كان للقائنا وقع في الأصل؟ صحيح نحن لم نلتقِ كما افترضنا سابقاً! إذا لمَ لم يكن لفراقنا وقع على أحدهم؟ لا يفترض أن نفترض أننا لم نفترق كذلك، نحن افترقنا حقاً، لكن هل كان لافتراقنا وقع على أحدهم أو صدى مدوي يسمع و / أو يحس؟ ليس شرطاً أن يتصف بالدوي، لنقل صدى فقط، ألم يسمعه أحد؟ ألم يشعر به أحدهُم؟ على أقل تقدير، أوَ لم يستشعرهُ أحد ما؟ ربما يكون قد منع حدوث فراقنا اذ هو شعر أو أحس في أي لحظة! قد يكون أحدث فرقاً و لم نكن الآن مفترقين! أو حدث فراقنا حقاً؟ ألا تزال الأشياء متوقفة حتى بعد فراقنا؟ لا يعقل ذلك! لم يحدث أن التقينا كما افترضنا، لكننا افترقنا! لم لم تعد الأشياء تمارس ما تمارس عادة؟ أم أنها لم تكن تمارس شيئاً في بادىء الأمر؟ يبدو كذلك، لم تكن تمارس شيئاً في بادى الأمر! هي كانت متوقفة على الدوام، كل شيء كان متوقف، قبل اللحظة الأولى التي التقينا فيها، لقاء لا يأخذ على محمل الجد، و كل شيء كان متوقف؛ الهواء، الماء، الطائر النائم المحلق، الشاب المتحفظ، الغزال النطاط، الجبان المتهور، حتى الجبان المتكبر! كل شيء كان متوقف منذ البداية! هل حدث و أن التقينا؟ لا لم نلتقِ كما افترضنا، لكن هل حدث و أن افترقنا؟ لا أستطيع أن أنكر، نحن افترقنا بالطبع، نحن افترقنا حقاً! لكن من افترق عن الآخر؟ يبدو أنه أنت من رحل و أحدث الافتراق! لا أستطيع أن أأكد ذلك، لكن ربما أنت من فعل ذلك! و ربما أكون أنا، ما المانع قد أكون أنا من فعل ذلك! بالطبع قد أكون أنا من أحدث الافتراق! هذا صحيح، أنا من أحدث الافتراق! و أنت تعلم جيداً أنني لم أعني ذلك! لا أبرر خطيئتي و لا أنكر فعلتي، و أنا لا أتحاشى جرمي، لكنني لم أقصد ذلك! حقيقة لم أقصد ذلك! لم أكن أنوي أن أحدث افتراقاً! لم أكون أنوي الافتراق! لم أكن أنوي أن أفترق عنك و منك، لكن حدث و افترقت عنك و منك! حدث و افترقت إليك و عليك! حدث و افترقنا! بل حدث و أن افترقت عنك دون قصد مني! لا أبرر! أنا لا أبرر! صدقني! لم أكن أنوي الا أن أكون أنت و لك! منك و اليك! عنك و عليك! لم أكن أنوي سواك أنت و أنا! فقط أنت و أنا! لم أكن أنوي غيرك و أنا! لكن حدث و افترقنا، حدث و أن افترقت! حدث و أن غلبني الموت! حدث و أن غلبني الموت! الموت يا حبيب! حدث و أن ابتلعني الموت قبلك، سواك، عنك! هو الموت! حدث و أن متُ يا حبيب! حدث أن مت!

 

التوقيع



أنا تلك السيدة الطفلة،
تلك البلهاء التي تنطق بما لا تريد؛ تلك البلهاء الخرساء عما تريد.






تحاور معي: 7D50F6D8

عائِشة محمد غير متصل   رد مع اقتباس