[م.رضوان السباعي]

لونٌ غائبٌ

قلبٌ تشظَّى حينَ ضلَّ طريقَهُ
والعمرُ ينأى مُذ أضاعَ بريقَهُ

وأنا على ذكراكِ محضُ نهايةٍ
بدأت بموجٍ كنتُ فيهِ غريقَهُ

تتلذَّذُ الناياتُ حينَ تصوغُهُ
لحناً من الأحزانِ زادتْ ضِيقَهُ

فَغَدَتْ تُفتشُ في غروبٍ شمسُهُ
عن بابها والنورُ يطوي ريقَهُ

لا شيءَ يرجعُ فالضياءُ مسافرٌ
عكسيْ فأوقفَ سِرْبُهُ تحليقَهُ

وانا لوحدي عالقٌ في جُبِّهِ
وحْياً وما اسطاع السَّنا تطويقَهُ

لا دلوَ يدنو ليس لي فيما جنوا
ذنبٌ وحاول ذئبُهُمْ تصديقَهُ

مأوايَ في المِرآةِ لونٌ غائبٌ
عن ذاتهِ شوقٌ يبيعُ حريقَهُ

والريحُ تنهشُ ما استطاعت من دمي
شطراً أضاعَ على الدروبِ شقيقَهُ

مائي يئنُ تخشعاً في ليلةٍ
سكبتْ ظماها وانتوتْ تعتيقَهُ

وابتلتِ الغيماتُ في أنوائِها
والجرحُ يروي حزنُهُ تفتيقَهُ

يا آخرَ الناياتِ كلَّ مواجعيْ
اتَّكَأتْ على جرحٍ أبت ترتيقَهُ

لكنني أنا إنْ عُصِرتُ مواجعاً
ما زلت أنسُجُ للفؤاد بروقَهُ

وأنا لنهرِ الفرحِ كفِّي لم تزَلْ
ولسمعهِ غَرَفتْ يدِيْ تصفيقَهُ

أنا موطنٌ يأبى إذا غَرَبَتْ بِهِ
شمسٌ لِيُعلنَ من ضياهُ شروقَهُ
______________________
م.رضوان السباعي 29-4-2014