منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عـنـدمـا عـشـقـت الأربـعـيـن
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2022, 04:18 PM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

افتراضي عـنـدمـا عـشـقـت الأربـعـيـن


عـنـدمـا عـشـقـت الأربـعـيـن


في احدى ليالي الربيع المتأخرة ،،، لم يعانق وحدتي أثناء جلوسي في حديقة الحي سوى الذكريات القديمة وما آل اليه الحال الموجع الذي سبَب حالة حزن تظهر ملامحها في العيون الشاخصة دوما إلى اللاشيء بعد كل خذلان ،،، ولم يكدر صفوة ذلك الحال سوى لسعات الناموس البغيض الذي جعلني أقرب إلى فقدان الأمل واعتناق دين اليأس والنكران لما كل هو جميل في الحياة.

تحادثني نفسي وتعيد على مسامعي أمنيات وأحاديث الزمن البعيد فطلبت منها البوح عن مكنون جوفها فنطقت بالدرر كآية من آيات الزمان.

عندما عشقت الأربعين ،،، ظننت أنها نهاية الأحزان وبوابة وصول الأمنيات ،،، وشاطيء بر الأمان بعد سنوات التيه والضياع.

لكن وما أقساها من كلمة ،،، ذابت بسببها الأمنيات وتشتت معها الأفكار وأعادتني مرة أخرى لدوامة الأحلام بحثا عن حلم جديد ليس صعب المنال يعيد لي مجد حلم قديم كان أقرب للحياة تبخر في لحظة أعادتني سنوات إلى الوراء.

أكتب علي الحظ العاثر مرافقا لكل محطات العمر ،،، تذكرة سفر لقطار يعشق دروب الخيبة وضياع الآمال ،،، أين ذلك المسار الذي طالما وعدنا به المبشرون وفقهاء الخطب ،،، ورسموا لنا من خلاله جنة الخلد وملك لا يبلى ،،، وجدنا في دعواهم ما يبلل ريق ظمأنا ويزيل كسوة الظلال عن عيوننا ،،، جعلونا نعيش حلما وراء حلم ننتظر محطة الوصول وتحقيق الأمنيات ،،، حتى ومتى وصلنا وجدناها اطلالة خراب عفى عليها الزمن من دهر.

ننشد الأمل تارة وتارة أخرى ننهض من كبوتنا ونزيل عنا آلام السقوط ،،، نداوي جراح ركام سقوط السنين ،،، نلتهي عن مستقبلنا لتصحيح اعوجاج الماضي في تحسين الحاضر ،،، فالمستقبل خائب الرجا ما أن نصله نراه سراب صحراء مقفرة تخلو من بوادر الحياة ،،، سقوط لا ينشلنا منه إلا إرهاصات الأمل بقناديل مضيئة في أعماقنا ،،، تبشرنا دائما أن القادم أجمل لمن صبر وسعى واجتهد.

10-05-2022


 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس