منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثقافة آخر لحظة !
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2014, 09:34 PM   #6
فؤاد الشَّاعر
( كاتب )

الصورة الرمزية فؤاد الشَّاعر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

فؤاد الشَّاعر لديه هالة مذهلة حولفؤاد الشَّاعر لديه هالة مذهلة حولفؤاد الشَّاعر لديه هالة مذهلة حول

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف سعود مشاهدة المشاركة
،
هذه الثقافة بدأت من الفردِ وتفشت في المجتمع وأصابت أيضًا الحكومات!
ومن أبرز أسبابها ( التسويف ) يومًا بعد يوم حتى تأتي هذه الــ ( آخر لحظة ) ،
وكأن الشمس لم تشرق قط وعندما أشرقت وخرج النور تتدافعت الأنفس راكضة
لاهثة لتتمكن من عملها المسوف قبل آخر لحظة !
وكما أن قبل هذه اللحظة يوجد وقت كثير مهدور بلا أدنى تفكير في إستغلاله وإعطائه
حقه! فتذهب الأوقات سُدى على أمل سيكفي قبيل تلك اللحظة المنتظرة التي
سينجز فيها!
وتتمثل سلبياتها في ضياعِ الأوقات ،والضغط على الذات ،وحينها لا يمكن لها الإنجاز!
فالمرء الذي يركن لهذه الثقافة تصعب عليه حياته وتضيع عليه لحظاته ،
وحتى المجتمع يتأثر كثيرًا منها ، فعندما يخرج الرجل لعمله في آخرِ لحظة ليتفاجأ
بالزحامِ الطاريء من مسبب لحادثٍ أو غيره فيصبح يضغط على ( الزمور ) وكأن الموت
يركض خلفه يلاحقه فيؤذي ويسب ويشتم خلق الله !
ولم يتوقف الأمر هنا بل وصل أيضًا الحكومات العربية برمتها فلا تجدهم يستيقظون
على فاجعةِ الحرب في دولةٍ ما وموت الإنسانية إلا في آخر لحظة وبعد أن ذهبت الملائكة بالأرواح
إلى السماء ،ولم يتبقَ سِوى بقايا إنسان حينها يُعلن بجمع تبرعات طفيفة وبعضها لا يصل !
فالمؤمن كيس فطن يجعل مساحة كبيرة في تخليص أموره وبعيدًا عن ثقافة آخر لحظة!
وخير الأوقات للإنجاز في وقت الصباح لقولِ حبيبنا عليه الصلاة والسلام :
( بورك لأمتي في بكورها ) ..

[b]
القديرة الأخت الفاضلة / نوف..
طيب الله كل أوقاتكِ بالخير، والعافية، ولتأذني لي - سيدتي – بمداخلة ودٍّ" حيث أنني أتفق معكِ حول مضمون الرُّؤية – إلى حد ما.. رغم أنَّ سياق الرُّؤية لم يربط بين ذلك السُّلوك، والإنتاج، وإنما ربط بين السُّلوك، والحوادث، والحروب، وهكذا بدت الرُّؤية مجزأة، وليست ذات نسق فكري بنيوي -، وأختلف معكِ حول بعض المسميات الَّتي جاءت ضمن السُّطور، والَّتي تظهر الخلط بين المسميات، فالعنوان – مثلًا – : (( ثقافة آخر لحظة ))، والَّذي لا أظنه كان موفقًا – برأيي – ناهيك عن نفس الخلط ضمن النَّص، إذ أنَّ الثَّقافة معرفة، ومضمون رؤيتك يتحدث عن سلوك معين، وأظن أنَّ ذلك يعود إلى عدم الارتكاز على المعايير العقلية، وأقصد هنا عدم التَّفريق بين ما هو مطلق، ونسبي، وما هو ثابت، ومتغير، وما هو كلٌّ، وجزء، وهكذا، ولعلها مناسبة أن أذكر مثالًا، كالخلط بين الحق، والحقيقة، فالكثير يعتقدون أن للحقيقة صلة بالحق، ومثل ذلك خطأ ينم عن أخطاء كثيرة، إذ أنَّ الحقَ مطلقًا، وثابتًا بينما الحقيقة نسبية، ومتغيرة تبعًا للحدث، أو الأمر، أو الشَّيء الَّذي ارتبطت به تلك الحقيقة، فالفضيلة حقيقتها الفضيلة، والرَّذيلة حقيقتها رذيلة، والعدل حقيقته عدلًا، والظُّلم حقيقته ظلمًا، وهكذا يتبين لنا هنا أنَّ الحقيقة تعني واقع الأمر، الفعل، الشَّيء، أو دعينا نقول بطريقة أخرى أنَّ الأسود هو أسود.. لأنه لا يمكن إلَّا أن تكون حقيقته هي السَّواد، وهكذا الأبيض، وعليه يتضح لنا أنَّ الحقيقة المجردة الَّتي تأتي، كمفردة، أو كلمة لا تعني شيئًا إن لم تكن مرتبطة بفعل، أو بشيء آخر، وستبدو، كالمجهول لا المعلوم، ولكم أتمنى أن نفعل أدوات العقل، ومعاييره ليتبين لنا الكثير من الأخطاء الَّتي تمس الرُّؤى.

أسأل الله تعالى التَّوفيق للجميع.

كل الود، والتَّقدير.[/
b]

 

التوقيع





بين يديكِ أبكي معي!.

فؤاد الشَّاعر غير متصل   رد مع اقتباس