وجهه مُتغضِّن ، وشعره أشعث ، وعيناه حمراوان ، وأسنانه متساقطة، ورائحة القذارة تفوح من ثيابه الرثة. لا ريب أنه يلعن الوطن والبشر والحياة. يلعنهم في كل ليلة ينام على رصيف وهو يودُّ لو يضع جسده المتهالك على فراش وثير، يلعنهم في كل صباح حين توقظه خطوات العابرين، وآلات الحفر، وأبواق السيارات. يلعنهم حين يعطيه الناس مالاً ليشتري خبزًا وخمرا. يلعنهم لأنه لم يعد يحفل بالزمن بقدر اهتمامه بالمكان ليقضي فيه ليلته التعيسة. يلعنهم في كل لحظة لا تبعث له الحياة معلَّم يعلَّمه صنعة يكسب منها قوت يومه .