منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مومسات الشعر / راهبات المطبخ
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2010, 03:17 PM   #4
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي


الباسق فكرا الوارف وعيا ... وديع الأحمدي
حضورك حبور ومدادك نور ..
كتبتُ رؤية متواضعة عن هذه الرؤيا العميقة وأحببتُ أن أنقلها هنا علها تصافح مسارب ضياء حرفك ..

إنه الشعر الذي من خلاله عبرت به المرأة عن لواعج شجونها وخلجات قلبها وخففت منوطأة همومها ولوعة أحزانهاوشرخ آلامها وقسوة معاناتها، فأصبح جزءاً لايتجزأ منها وملاذا ومسكنا لها. فتنساب نصوصها الشعرية متدفقة ترويبه عطش الذائقة وتنعش حس المتلقي وتدهش الذاكرة وتشنف المسامع. من خلال تجربة شعرية جميلةوإثبات هويةالخصوصية الأنثوية بما تتميز به من رؤية ورؤيا. فيحفل المشهدالإبداعي النسائي بنسج القصيدة الشعرية عبر منظومةإبداعية وبتقنية تعبيريةوتكنيكية للمنجز الشعري. فهناك العديد من الأصوات النسائية التي رسخت للتجربةالشعرية النسائية حضور مميزا وطرحا رائعا. فكانت تلك النصوص تتدفق من كيان المرأة التي تشارك الرجل بتلك المشاعر والأحاسيس أن لم تكن أعذب حسا وأوفرحنانا وأدق تصويرا بحكم طبيعة الأنثى الفسيولوجية والسيكولوجية،فالمرأة شديدة الإحساس وعميقة التأثير، ورقيقةالتعبير؛ مما جعل طرحهاالشعري يأتي محملا برؤية قادرة على إيجاد بعد دلالي يتسم بالصفاء والعمق فيالمضمون،فتجد أنها أسست لها منهاجا متميزا ولغة خاصة وسمة فنية رائعة منحيث اللغة الواسعة والصور الشعرية التي تزخربألوانها المجازية الرمزيةالعميقة وتوظيف الأسطورة والتناص، متكئة على معجمها الخاص وذاكرتها القوية ووجدانهاالمتدفق ومتعدية علاقتها بذاتها إلى علاقتها بمحيطها المعيشي وما يدور فيفلكها من متغيرات ووقائع. مختزلةالتجارب الإنسانية والمعرفية ومبتعدة عنالسطحية الفجة والمضامين المباشرة. ومعلنة عن قدرة المرأة على تفجيرالمكبوت وتشظي الاحتباس العاطفي ومعبرة عن قضاياها وهمومهما الذاتيةورغباتها الدفينة، مكونة لها منهاجا أدبيا لايتنافى مع تعاليم الدينوثوابت العقيدة بأدب جم وطهر ناصع بالبياض، مبتعدة عن الغزل الفاحش والطرح الرديءوبعفةلا تقبل المساومة، بالتزام اجتماعي وعقل واع وفكر متقد، من خلالالأدب عموما والشعر خصوصا بشكل أوضح ونطاقأوسع فضاء وبديع مداره، وهذابمجمله ينم عن التوازن النفسي والثقة الذاتية والثقافة الأدبية التي وصلت إليها مماأهلللتجربة النسائية في هذاالعصر الوصول للصفوف الأمامية ومناصفة الرجلالضوء والشهرة.. ويعتبر المنجز الشعريللمرأة قليلا للغاية إذا ما قارناهبالإبداع القصصي والروائي وذلك يعود إلى عدة أسباب. منها أن الكتابةالنثرية أقرب بكثير إلى طبيعة المرأة لحاجتها إلى البوح السردي والتخفيف من وطأةالظروف التي تلم بها، وميلها للحديث العام عموما وإلمامها بتتبع التفاصيل الدقيقةوالدقة التعبير عنها. ولا ننكر أن هناك تجارب شعرية لم تنضج بعد ومحاولاتلم يحالفها التوفيق أو يكتب لها النجاح، شأنها شأن الكثير منالتجاربالشخصية التي مرت على خريطة الشعر وذاكرة التاريخ ولم تسجل وجودا يذكر، فكان حضورهاالأدبيوالشعري عبر عصور الأدب الماضية يتسم بالقلة والندرة، ويعود ذلك إلىعدة أسباب: أولا، طبيعتها الأنثوية التي تكمنفي حيائها الشديد وحساسيتهاالمفرطة؛ مما جعلها تنزوي ببوحها وتخفي مدادها، فكانت تعبر عن مشاعرها في صمت وأحاسيسها بكتمان واكتفت بحبس نصوصها في ظلمة إدراجها وأركان قلبهاوتحت ثرى ذكرياتها؛ مما جعلهاتتراجع بعطائها الشعري والأدبي عموما أمامتلك الضغوط الاجتماعية والنفسية مجتمعاتنا العربية عموما. كما أن اشتغالهابنفسها ومسؤوليتها بإدارة البيت ورعاية شؤون الأسرة. وتربيتها لأولادها واهتمامهابزوجها قد حدمن نتاجها الشعري وعطل هوايتها وشغل تفكيرها، كما أن لمنهجية (إسقاط النص على كاتبته) دوراً رئيسا في عدمالإفصاح عن نصوصها أو الحديثعن تجربتها خوفا من ربط أحداث النص وأفكاره بنفس الشاعرة، وأن كل ما تكتبه يعبر عن حالة حب خاصة عايشتها أو مشكلة اجتماعية وقعت بها أو محظورا شرعياارتكبته، كما أن التقاليد والأعرافودور الأسرة وعدم اهتمامهم وتشجيعهم لهاأدى إلى إجهاض تلك التجارب ووئدها ولم تسمح لها الظروف والأعراف باحتكاكهافي المناسبات والمحافل الشعرية فلم تجد الأرض الخصبة التي تلقي بذورها الشعرية فيهاواليد الحانية التيتعتني بها أو لعدم التثقيف الذاتي والممارسة المنهجية

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس