منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نصوصٌ وشهاداتٌ
الموضوع: نصوصٌ وشهاداتٌ
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2017, 11:23 PM   #14
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

الصورة الرمزية محمد سلمان البلوي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 145

محمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




نعم، في القلب بقيَّة من زيت تكفي لترطيب ريق فتيل أمنية أخيرة، وربَّما تسدُّ رمقه باشتعال أخير قبل أنْ ينطفئ تمامًا ويستسلم للظُّلمة. يمكنني القول إنَّه هذا النَّصُّ العجيب ما هو إلَّا رؤية تشبه الرؤيا، وكتابة تشبه الموسيقى، وموسيقى تشبه اللَّوحة الفنِّيَّة؛ فيها ألوان عديدة متداخلة ومتجانسة؛ خُطَّتْ بفن رفيع رائع وماتع وبديع. ولست أدري فيما إذا كان النَّصِّ قد وُلِدَ في مكتب أو مرسم أو في قاعة للموسيقى، إلَّا أنَّني أُخَمِّنُ أنَّه جاء على هَبَّاتٍ وهِبَاتٍ وموجات وهجمات متباعدة ومتقطِّعة؛ تشبه هجمات الإلهام المباغتة على مخيال شاعر أو فنَّان لاهٍ عن التأمُّل وغارق في هموم الحياة. إنَّه نحت لطيف بأصابع اليد المجرَّدة في ذاكرة الجمال ووجدانه، ورقص رشيق على حبال الفلسفة، فلسفة الحبِّ والفنِّ والحياة، وإبداع عفويٌّ نجح في عجن الأزمنة الثلاثة في قلب المكان وفي قبضة اللَّحظة، وتحرَّر من ربقة الزَّمن ومن قوانين الطَّبيعة، وتخلَّص من كلِّ جاذبيَّة تحول بينه وبين غايته؛ وغايته هي الرُّوح، ولا شيء غير الرُّوح. يتحدَّث العنوان/الوسم عن (بورتريه)، بينما يتنكَّر النَّصُّ صراحةً لما يقول الوسم، يكسر قيده، ويتحرَّر منه ويتحلَّل، "لم تكن مُجرد بورتريه"، ثمَّ ينكبُّ على إكمال تداعيه بحرِّيَّة وأريحيَّة، وعلى تشكيل ملامح حقيقته بخفة وجسارة، حقيقته الَّتي تتوضَّح شيئًا فشيئًا، ثم تتوهَّج، ثمَّ هي بين السُّطور تُخطِّئ بأسلوب بديع وبليغ بعض أفكارنا وقناعاتنا وعاداتنا، وتُؤسِّس لنفسها ولنا فهمًا جديدًا ومختلفًا وشعورًا أكثر رفعة وسُموًّا ومذاقًا رائعًا: إنَّنا لا نجني دائمًا من الصَّمت البوح. وإنَّها الحياةُ قاسية، والحقيقة، مهما تغاضينا عنها وتعامينا، حادَّة وواضحة. وإنَّه الغياب، وهو لا شكَّ خانق، قد يكون باختيارنا. وإنَّنا، رغم المعاناة والعثرات، نتعلَّم ونتغيَّر، وإنَّها المصادفات مُقدَّرة علينا من قبل نُخلَق... وأثناء اجتيازنا للنَّصِّ وتنقُّلنا بين كلماته وسطوره؛ تطالعنا صور خلَّابة وأخَّاذة، صور ساحرة وآسرة، منها: "حائطٌ قابلٌ للطيِّ...". "ليسَ إلّا عُلبةً ضيّقةً..."... "لاتشغِلُ حيّزاً، وأمتلىءُ بك..". "تنحني كفمِ إناءٍ يستقي مِنهُ الزهرُ...". ... "ثمّة ذكرى يسيلُ لعابُها؛ فأتعثّر...". ... .

رائعة! يا نازك
وفَّقك الله، وحفظك.












 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس