هل يعمّر الصدى و يبقى متردّداً ... عشرة أعوام يا طفلي ! يا صوتاً أتى من ذاكرة أبي
ليتكَ لم تراني ... و لم تبصر ذنوبي ... ليتك اكتفيت بِعار جبيني ...
كنا نضحك ... أدرك هذه الحقيقة التي غابت منذ عشرة أعوام ...
و كنتُ كلما اوشك على البكاء ... تسخَر من أنفي و تقول : عينيك تغفر لك كل أخطائك ... حتى أخطائي قبل أن أراكِ !
ويحكَ ... كيف زرعت الثقة بدءاً من حاجبَيّ ... و صار وجهي موشوم بالكبرياء و الغرور ...
و كان فرضاً بعدها أن أحطّم كل المرايا ... و أُكذِب كل العيون ...
أما عن صوتكَ ... لا زال يرتع كالصبية في ساحة العمر ... و يلاحقني حتى أكاد ألتفت ...
يوشك السراب أن يرتكب معجزة ... لكنها يدي ... تهشّ دخان سيجارة والدي ...
و هو يقول : لقد افتقدتكِ في السنوات الأخيرة !