منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خُرَافَةٌ اِسْمُهَا الْكِتَابَةُ
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2014, 08:00 PM   #5
شمّاء
( كاتبة )

افتراضي




وأنــــــا ،
أنا القادِمة مِن أزمِنَة عِجاف ، يَرتوي فيها الحرف بالدمِ ،
فيسكب الآهات في زجاجة الرضّع ، لينضجوا جيدًا بطريقَةٍ ساخنة !
قولوا بربّكم : لو اغتالوا صوتي ، وكمموا فَمي ،
واقتادوني لفوضى أزليّة ، وطلبوا منّي الّصبر ، حتّى حين ،
فمن بَعدها يأخذني لدنيا أرتَجيها ؟!
وأنا التي آمنت بأن للقلم قُدّسية ، وبهِ تَعلَمَ الإنسان مالم يَعلم ،
أجدني لاأكترث كثيرًا للمارّين فوق أرصفتي !
،قد أنزف تعبًا ،قد أتشظى ، قد أمضي وأقتات على طيف النّقاء العتيد ،
أنشغلُ برتقِ أحّلامي ، كأنّني قادمةٌ مِنَ الزّمن البعيد ،
أرتشف المعاني ارتشافًا وأصطفي من نبضي ما ينفعني لــ : ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
وأدع الآخر ليوم الجزاء !
تشدّني قوّة تُخرجُني مِن صَدأ العتمة إلى دُنيا سماوية ، أعيشها بمفردي
تَسبقني خُطاي نحوها ،
تغرسني فيها ، وتَتركني عاجِزة عَن العودةِ ،
فأنا لاأتقنُ فنَّ الإياب حيثُ الأبواب المُوصَدة!
مِن مَخدعي أُحلّق معها ، كأني أُخرى تَسكنني ،
تَسلبني الـ "أنا " ، وتَتركني
أنزوي في أقصى ليل بَربَري ، لايعترف بقانون الغفوّة والسنة! .
أحتمي بأمسي من حاضري وبقلمي مِن وَقع كلمات كانت كالسّوط على قلبي
فَهل يَجلد القلم ، القلم ؟
وقد أيّقنت أنها سَتائر نُخفي بها نَوافذ مُشرعة نَحو الأمل الغارق بالبعدِ دائمًا ،
وللقريب حَكايا لاتَحتويها السّطور ،
فَحسبي بالكتابةِ وقد جَعلتني أغّفو على أعتاب حلم!
فَهل عَرفتمُوها مَن تَكون ؟

 

شمّاء غير متصل   رد مع اقتباس