منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يَـــــــــبــــــــاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2020, 07:44 PM   #1
حسن زكريا اليوسف
( شاعر وكاتب )
.

افتراضي يَـــــــــبــــــــاب



يَـبـاب


قالت:

لستَ أولهم ولا آخرهم
أنتَ أمينٌ على دَنَس خُطاهم وفُحش خطاياهم، ووفيُّ لتراث ظلمهم وظلامهم.
يا من كنتُ أرسمك على جبين الحلم نهراً من ضياء، يرقص على أكتاف الياسمين؛ وكنت أُجهد نفسي في البحث عنك تحت جُنح المستحيل.
أنا لا أرتضي لنفسي حُباً أقصر من قامة كبريائي، ولا أدنى من سموِّ أحلامي.
حين ألتقيتك أول مرة وخلعت عليك بردة روحي الدافئة بصدق أحاسيسي والمعتقة بعبق طُهري وبراءتي، حين هتف نبضي باسمك حتى بُحَّ صوته
حينها خلت أنني أقصُّ شريط عُمرٍ جديد، وأجني ثمار انتظار دام لأزمنة سحيقة موغلة في التنائي خلف عواصف الخذلان.
تلك الطفولة البريئة التي كانت تحسبك لائقاً بها، لم يقدح في خاطرها أنك مخادع
وقلَّبتُ صفحات الغابرين، فهالَني ما قرأت من قصص الغدر والخيانات، وملاحم سبي الحمائم ووأد حبات المطر.
والتفتُّ حولي فراعني ما رأيت من كثبان الورود الملقاة على قارعة الخيبة.
وعلى فُتات أملٍ اعتاش قلبي القعيد على رصيف الانتظار البارد تحت وطأة لعنة التوجس
وعلى شفا جرحٍ عارٍ بلا حياء تأرجح صبري الواهن
ما كان ينقص زلزلة الفجيعة إلا رمية لسانك في اللقاء الأخير
حين ركلتَ خوابي الخمرة التي عتَّقتها نبضاتنا، وأوصدتَ باب اللهفة بعد صفعة انكماشٍ، وقهقهةٍ أسرجتَ لها ما بقي من أشلاء أناي مطيّة.
حقاً، كنتَ بارعاً في نقض غزل حكاية عشق موشاة ببراءتي
ليهنك أنك تقتلني كل ذكرى قِتلة جديدة، وبنكهة مختلفة، أمرُّ وأشرّ
وأني سأقضي ما بقي لي من أجل ٍ في غار البكاء ، أعتصمُ بحبل الحزن، وأتوجَّس من دبيب النور وشدو العصافير
أيها القاتل بدمٍ بارد: بؤ بشسع نعل لعنتي.

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قـنـاتـي عـلى يـوتـيــوب


https://www.youtube.com/channel/UCjD...VUEJrfj86v0h-Q

إنستغرام

hasan_zakaria_alyousef

حسن زكريا اليوسف غير متصل   رد مع اقتباس