منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الخلـود
الموضوع: الخلـود
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2018, 07:17 AM   #1
سرالختم ميرغنى
( كاتب )

الصورة الرمزية سرالختم ميرغنى

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 7

سرالختم ميرغنى غير متواجد حاليا

افتراضي الخلـود




الخلود
فى موقعٍ للملحدين قرأت ذات مرة ملحدة تُنكر وتتهكم بخلود المؤمنين فى الجنة قائلة بالحرف الواحد (..يعنى حأفضل ملايين السنين أطارد فى العصافير!!) . خلاصة كلامها بأن الحياة الآخرة غير موجودة وغير عملية . أى أن هذه الدنيا سرمدية وأبدية على منوالها هذا . ليس فقط تلك المرأة من تنظر إلى الوجود هذه النظرة بل أناس كثيرون منهم علماء وفلاسفة..وهى نظرة مؤسسة تأسيسا خاطئا فمن منا يتمنى الموت ، فى هذه الدنيا ، ناهيك عن الآخرة ؟ حتى لو كان الإنسان فقيرا تعيسا ، هل يحدث أنه فى لحظة من عمره يتمنى الرحيل عن الدنيا ؟ حتى لو كان الموت سلسا بلا وجع ولا يأخذ زمنا ، فقط يتمنى المرء فى قلبه فيكون ترابا ؟ لا يحدث ذلك . لماذا ؟ لأن الحياة بالرغم من معاناتها وصراعها حلوة ، وهى هدية لا يستطيع منحها لنا أية قوة فى هذا الكون ، وهى وإن جارت وغدرت تحمل فى طياتها الأمل . الأمل فى التغيير . شفاءٌ من بعد مرض ويسرٌ من بعد عسر وانفراجٌ من بعد ضيق..إلخ إلخ . ومع هذا الصراع المستمر ما تمنى أحدٌ منا الرحيل طوعا يوما ما . لو لاح الموت للمرء ثم أُمهل عاما واحدا لرضى به . ولو أُعطى عاما آخر بعد انقضاء ذلك العام لرضى..وإذا استمرت هذه السلسلة هل ستكون لها نهاية ؟ مع ملاحظة أن هذه السلسلة فى عالمٍ فيه الحزن وفيه السرور ، وفيه المرض يعقبه الشفاء ، والكدر يتبعه الصفاء ، والشقاء ومن بعده سعادة..وهلم جرا . فى هذه الدوامة يود أحدنا لو يُعمر ألف سنة فقط مع استبعاد الكُبر الشديد . يعنى لو أُعطى الإنسان عمر ثمانين سنة خالٍ من الأمراض لودّ أن يعيش به إلى الأبد . الخلود مرغوبٌ حتى فى الدنيا . فما بالك بعالمٍ لا تدهور ولا اضمحلال ولا نقصان ولا تلف فيه !!

 

سرالختم ميرغنى غير متصل   رد مع اقتباس