أول معالم الذكاء بدت عندي في الأول الابتدائي ، عندما أعطتنا المعلمة قصيدة عنوانها " الأرنب" ومن الوسائل التي استعانت بها على شرح هذه القصيدة ، أرنب صنع من القطن الأبيض ،وضع على السبورة .
سألت المعلمة مشيرة إليه : ماهذا ؟
( وكان درسا نموذجيا يحضره عدد من الموجهين الاختصاصيين )
فأجابها الطلاب بشكل ساذج ينم عن غباءهم
ـ هذا أرنب .. هذا أرنب
بينما كنت الوحيد الذي وضع يده على المقعد باتزان ، وكان شكلي العبوس دائماً ، يدلّ على الجدية في حب التعلم واحترام التعليم ، فقد كنت مثالاً للطالب المهذب والذكي .
فأشارت إلي بأن أجيب ـ إنها ذكية ، أحسنت الاختيار كما توقعت !!
فأجبتها : هذا قطن !!
ياللطلاب المساكين ، فقد كان هذا السؤال بمثابة " نكشة " تتحدى فيه معلمتي ذكائنا ، ولم يعرفه أحد سواي .
ثم افرض جدلاً بأني لم أكن موجوداً في هذا الصف ، فماذا سيكون موقف المعلمة من هذا الحضور ؟
الحمدلله على كل حال..
فابتسمت لي ـ معلمتي ـ وضحكت ، وكانت تبتسم كلما أجبت على مثل هذه " النكشات "
واعتقد أنها كانت تحبني ، ولكنني كنت صغيرا ً على هذه الاشياء
وبعدما كبرت ، وكبر ذكائي معي ، فهمت القصة ، ويبدو أنني تأخرت قليلاً ...
الحمدلله على كل حال..
لم يكن أحد في البيت يعرف عن هذه العبقرية ، التي كنت أحاول أن أخفيها عن والدي ، الذي أتوقع أن يضربني في حال اكتشافها ، خوفاً عليّ من عين " لاتصلي على النبي "، الى أن أنجبت جارتنا " أم صلاح " مولوداً جديداً وكنت أراقبها من شباك غرفتنا ، وإذا بيد تمسك بي من الخلف ، إنه أبي !!
ـ ماذا تفعل ياولد..
فقلت له : جارتنا وضعت مولوداً وقالت " الداية" أنها بنت .
.. أبي ، كيف عرفت " الداية " انها بنت ، مع أن شعر المولود قصير ؟؟
فابتسم ابتسامة ، تشبه ابتسامة معلمتي ، وعرفت لحظتها أنه قد كشف ذكائي ، ثم فجأة ، ومثلما توقعت ، ضربني ضرباً مبرحاً خوفاً عليّ من عين حاسدة .
الحمدلله الذي لايحمد على مكروه سواه .
والكثير الكثير من مظاهر العبقرية المجنونة والابداعات المتكررة ، والتي ماإن رآها صديقي " فيصل عمران "، حتى أسرع الى تنسيبي الى هذا المنتدى الجميل !!
أخوتي الأعضاء : ان من أهم الأسباب التي دعتني الى أن أكتب في هذا المنتدى ، هو أنكم بعيدون عني ، وبذلك أضمن أنكم لن تضربوني ، خوفاً عليّ من الحسد ...!!
فانتظروا الكثير من ابداعاتي و " نكشاتي " ..
أخوكم
ياسر خطاب