نحن السـوريّون الأشجار
حيّرنا شمس المشرقِ كيف مرَّ شـتاؤنا دونَ أن ننظرَ إليها ..
في وقتٍ لا تعرفُ بيوتنا مشـتقات النفط خلاله ابداً.
فتحولت أذرعُ الأمهات إلى حطبٍ يدفّىء العائلة ويصنع الموائد البسيطة بكثيرٍ من ملح الرضا وإيدام الحبّ..
نحن السـوريّون المؤمنون تخرج من شـغافنا قبل شـفاهنا :
" الحمد لله " حسّاً ومعنىً
وتسـقط في قلوب الشعوب متبوعة باستفهام وتعجب كبيرَيْن مفاده :
كيف يسـتطيعون ؟!
كيف ينحنون ويقومون
و لا ينكسـرون ؟!
نحن السـوريّون الطيّبون
ابتعلتنا الارض في كثير من المناسـبات بذريعة الحرب والزلازل والحنين القاتل .
ولفظتنا في ربيعها على هيئة زهورٍ ملوّنة ، نقطفها في كل الأعياد كهدايا ثمينة ..!
نحن السـوريّون الشهداء الأحياء
حيّرْنَا طائرَ الفينيق كيف سبقناه في رحلته إلى السـماء في كلّ مرة نفضْنا فيها الرماد عنّا .
نحن السـوريّون الصابرون مضغنا مرارة الوقت حتى أرغمناها أن تغيرَ طعمها إلى لذّةٍ فاخرة .
نحن السـوريّون البكّاؤون
جمّعنا دموعنا وسيّرناها غيمات نغسـلُ بها قلوبَ المسـاكين والثاكلات .
نحن السـوريّون القوارب
الذين رمينا حبلَ الخلاص لكلّ الإنسانية .
حملْنا ياسميننا في ضلوعنا وأينما عشـنا وهاجرنا امتلأ المكان بضوعهِ ..
نحن السـوريّون الجبال
سـالتْ من أعالينا كلّ فنون الجمال والطبخ واللغات والصنعات والعبقريات في كل أصقاع الكون دون أن يسرقَ النجاحُ بريقَ تواضعنا ..!
نحن السّوريون دبلوماسيّون بالفطرة ..
نخادعُ الأرق ليلاً أثناء القصف الإسرائيلي بفنجان قهوة.
ونهادنُ الموت بكثيرٍ من الصلوات والدعاء .
وفي الصباحِ..
نهدلُ كحماماتٍ في أيدي الأنبياء والأولياء ..
نحن السوريّون " الشام "
فشلت ـ حتى الآن ـ كلّ مقاربات الفلاسفة والعلماء ونظرياتهم وقياساتهم ،
ومؤتمرات السّـاسة والأمم المتحدة
في التماس السـرّ الذي وضعه اللهُ فينا..!
