مِحْرَابُ قافِيَتِي
هَذَا أَنا مِحْرَابُ قَافِيَتِيْ مَدًى
مِنْ كُلِّ فَجٍّ ذا العَنا يَأْتِيْنِي
لا صَمْتُ عُمْريْ يَحْتَويْنِيْ فِي الشَّقَا
زِيْدِي مِنَ التَّعَبِ المُمِلِّ سِنِيْني
سُلِّيْ سُيُوْفَكِ فِي مَدَارَاتِ الأَسَى
وَاسْقِيْ مِنَ الكَأْسِ المَرِيْرِ لُـحُوْنِي
العُمْرُ يَمْضِيْ فِي دَيَاجِيْرِ الرُّؤى
وَالْحَرْفُ يَرْفُضُ قَيْدَ مَدِّ شُجُوْنِي
مَنْ قَالَ إِنِّيْ هَائِمٌ لَزِمَ الْحِمَى
هَذِيْ تَبَارِيْحُ الهَوى تَرْويْنِي
هَذِيْ مَعَارِيْجُ الخَيَالِ تَمَايَلتْ
تَنْثَالُ مَا بَيْنَ الزُّهُوْرِ غُصُوْنِي
سَكَبَتْ رَحَيْقَ الشَّوْقِ فِي لَحَظاتِهَا
مُنْدَاحَةً لَمْ تَرْضَ بِالتَّسْكِيْنِ
صُوَرِيْ يُلامِسُ نَبْضُهَا رُوْحَ الْهَوى
أُفُقٌ تَرَاءَى فَوْقَ سَقْفِ جُنُوْنِي
هَمْسِيْ بُزُوْغُ النُّوْرِ فِيْ غَسَقِ الدُّجَى
قَمَرٌ تَسَامَى خَالِدَ التَّكْوِيْنِ
لِيْ فِي مَرَايَا العَرْشِ سِرٌّ فَاضِحٌ
فَتَلَذَّذِيْ فِيْ نَزْفِ بَوْحِ مُتُوْنِي
مُتَفَرِّدٌ كَالمَاءِ فِيْ خلْجَانِهِ
مُتَوَقِّدٌ فِي شَامِخَاتِ فُنُوْنِي
هَدْهَدْتُ كُلَّ وَلِيْدَةٍ عَنْ أُمِّهَا
شَاغَلْتُهَا فِي الحُسْنِ فِي التَّحْضِيْنِ
ارْمِيْ خُرَافَاتِ الذُّنُوْبِ طهَارةً
وَاسْتَرْسِلِي في نَبْعِ مَاءِ مَعِيْنِي
قُدِّيْ قَمِيْصِيْ لا عَلَيْكِ مِنَ الْوَرى
فَالشِّعْرُ يَرْفُلُ فِي المَدَى المَشْحُوْنِ
سُدِّيْ عُيُوْنَ الشَّمْسِ لا عَيْنٌ سِوَى
لُغَةٍ تُجَنِّحُ فِي رُؤَى المَفْتُوْنِ
تِيْهِيْ عَلى كَفِّ السَّحَابِ تَفنَّنِيْ
وتَأَلَّقِيْ فِي مَهْجَتِيْ وَعُيُوْنِي
لَمْ تُوْرقِ الأَغْصَانُ إلاَّ فِي نَدَى
مَاءٍ يُذِيْبُ المَاءَ وَسْطَ جُفُوْنِي
من روائع ماكتب : الشاعر عبد الإله المالك