منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هل القصيدة الغنائية هي من سينقذ الشعر؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2021, 11:50 PM   #12
عبدالعزيز الردادي
( شاعر وكاتب )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد الموسى مشاهدة المشاركة

أهلاً بالعزيز : عبدالعزيز ..

____

جزء من ردّي تناولته هنا سابقاً مع ذكر مثالين ، مع الأخ العزيز عبدالله عليان ..
http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38884&page=17
حسناً دعني الآن أتناول بعض ماطرحته :
الشعر إلى أين ؟
ج: في مرحلة تعافي ، ومرحلة أعياء ، يتأرجح لكنني على ثقة أنه سيكون بخير ..
هل الشعر كمنتج جماهيري بدأ بالتراجع ؟ أم أن الأمر مجرد حالة عابرة؟!
كما أسلفت هو يتأرجح وهذا شيء طبيعي جداً ، لكنه بعد هذا سيكون زلزالاً .. أنا متأكد من هذا !
هل الأغنية هي من سينقذ الشعر؟
قد لايصدقني غيرك ولكنني أعلم أنك وضعت السؤال بطريقة ذكية ، لو أخذت سؤالك هذا بتلقائيته التي متيقن تماماً أنك لاترمي إليها لأجبت
حالياً : الأغنية هي من دمّرت الشِعر ، هي من تسببت في هذا الأعياء الذي تحدثت عنه في جوابي الأول ..
لذا دعنا نضع الأمور في نصابها ونقول
هل الشعر الحقيقي سينقذ الأغنية ؟
أجيبك : نعم ..
حسناً هل الأغنية تخدم الشعر ؟
أجيبك نعم .. ولكن هي ليست كل شيء ، الشاعر هو الموسيقار الأول أساساً وكل شيء يأتي بعده !
أستطيع كتابة قصيدة دون أن تكون أغنية ويتداولها الناس ، ولكن كيف ستكون الأغنية أغنية بدون قصيده ؟
الشعر أهم بالطبع ..

_____

أن فكرة وجود مواصفات للقصيدة الغنائية مجرد فخ نقع فيه عندما نأتي بمثال لنجاح القصائد المغناة مغْفلين قدرات الملحن والمطرب؟
جميل جداً جداً جداً هذا السؤال ، بالفعل ياعبدالعزيز القصيدة الغنائية لها مواصفات هذا صحيح وليس فخاً
الفخ : يُقال غالباً
" كلمات فلان " وليس " قصيدة فلان " ويقال الكاتب ولا يُقال غالباً الشاعر ..
الفخ: هو تمرير الفكرة على الشاعر حتى يتدنى مستواه ليسطح مفردته ووعيه ويكتب أغنيه ..
الفخ هو البحث عن عذر ، لأن الملحن جاهل في الشعر لذا يبحث عن السطحية أكثر من الأبداع ..
ثم يبتز رغبة الشاعر في دخول هذا المجال ..
للأسف كل الشعراء الذين أعرفهم وأتحدث عن المبدعين ماأن دخلوا مجال الأغنية هبط مستواهم الشعري ولم يرتفع ..
والسبب ليس الأغنية وليس المتلقي وليس الشاعر ، بل من في المجال الفني ، عصابات فنيّة
تسببت بهذه الكارثة بحجة " المتلقي الآن يريد هذا لايريد العمق يريد البساطة "
____
البساطة مطلوبة في الأغنية نعم وركيزة أساسية ولكن ليس مثل مانسمع الآن من عملية أنحدار أدبي وفني ..
تغنّى للبدر : أرفض المسافه ، جمرة غضى لم تكن أي واحدة منهما عادية ، المفردة فقط كانت فيهما سهلة
عبدالرحمن مساعد : البرواز - شبيه الريح ، هل كانت أي واحدة منهما عاديه ؟
هنا الفخ الذي يصدرونه لنا ملحنين كسالا ، تفوقهم موسيقى القصيدة ثم يتهمونها باأنها لاتصلح أغنية لأن الموسيقى التي داخل النص
تفوقهم بمراحل ثم لايستطيعون أن يتعاملوا معها ..
أعطني شاعر لديه خلفية موسيقيه حتى لو بسيطه
وملحن لديه خلفية شعرية وموسيقيه
ومطرب لديه صوت جميل وخلفية شعريّة [ متذوق للشعر]
أنا أضمن لك عمل عظيم ..


___

لم أنتهي للحديث بقية بإذن الله .

أهلا بالجميل سعيد
لنتفق أننا أمام معضلة مصطلحات في المقام الأول.
وإشكالية العقل أنه لا يمكن أن يعمل خارج الإطار التصنيفي الذي يقوده المصطلح في نهاية المطاف.
جل ما كنت أصبو إليه هو أن نفكك القوالب الكبيرة التي تقود تفكيرنا والقناعات التي تتكئ على المثال الشاخص.
هنا تكمن محاولتي لفك الارتباط بين ما نؤمن به كأمثلة وبين ما نؤمن به كقواعد .

الشعر سيبقى ما بقيت البشرية هذا ما لا مراء ، لكن جماهريته بدأت بالتراجع . أو لنقل أن الزخم الذي نعرفه في صناعة الشعر وأماكن نشره ومنصات الإهتمام به بدأت بالتقلص.
والحقيقة تبدأ من الشعراء أنفسهم. الذين لا يجدون منصة أو مكان لممارسة الهواية الشعرية. وأصبح ما هو متاح مكان يقال فيه الشعر مع جملة الأشياء الأخرى فتجد قصيدتك قبلها خبر وبعدها إعلان عن دواء لتقوية الجنس.
ذلك المكان الذي جذبنا في بداية الأمر هو من اختنقنا به تالياً.
الشعر موجود لكن أماكن ممارسته هي التي بدأت تذوي. وهذا ما يقتل شغف الممارسة . فالقصائد التي تظل حبيسة الأدراج أو الزوايا المهجورة لا تغري بالكتابة.
وكان حديثنا عن الأغنية هو الحديث عن منصة ممارسة متاحة لحد الآن ومبشرة بخير كبير للشعر.
لكن يتبقى لنا تحديد ماهية ذلك الشعر الذي يمكنه الصمود على هذه المنصة.
وتفكيك سوء الفهم في تعريف القصيدة الغنائية التي من الصعب خلق تعريف جامع مانع لها ، إن أمكان صناعتها كما تصنع القصيدة من أي نوع.
كذلك تقريب الهوة بين المسيطرين على الساحة الغنائية وبين الشاعر.
ما أكاد أجزم به أخي سعيد هو شيء واحد . وهو أن الشعر الذي يتكئ على أي آلية مهما كانت رائعة ولا يصب في خدمة "الشعور" فهو محكوم في عالم الأغنية بالموت المحقق.
مهما أبهرك كلغة وصياغة واحترافية.
ويتبادر لذهني الآن عدة أمور تفصيلية فيما يتعلق بالربط بين الشعر واللحن . وكلها عفو خاطر لا أجزم بصحتها كما لا أجزم بخطئها.
أظن أن اللحن الذي يراد منه حمل القصيدة كقصيدة يجب أن يتحلى بالبساطة والإيقاعية الرتيبة التي لا تشغلك عن المعنى بل تحمل الشعر كشعر. وهذا النوع لا ينبغي تسميته أغنية .بل يبقى "شعراً"
منغما، لا أكثر.
تماما كما حصل مع قصيدة "فتنة الحفل". فهذا المثال سمح للقصيدة أن تظهر بكامل رونقها وأعجب الناس بالكلام ونجح بسببه وإن لم ينجح لا كأغنية ولا كلحن ولا كأداء.
هذا النوع من الألحان يخدم القصيدة ولا يخدم الأغنية. لذلك أقترحت أن يوصف هذا النوع بأنه شعر منغم. والأمثلة كثيرة على مثل هذه الألحان منها على سبيل المثال مما يحضرني أغنية "يقول من عدى على رأس عالي"
وهذا النوع من اللألحان قادر على حمل أي قصيدة مهما كانت بعيدة عن الشعور أو تجسيد حالة نفسية للمستمع. كما تتطلبه الأغنية الحديثة.
النوع الثاني من الآلحان الذي يحيل الشعر لأغنية هو لحن يحاول تفجير الشعور داخل الشعر. وهذا لا ينفع معه إلا الشعر الذي يخدم الشعور حصراً بغض النظر علن الآليات الشعرية.
وفكرة أن تكون القصيدة الناجحة خالية من الشعر يدحضه الكثير من الأمثلة العظيمة التي كانت ملئية بالشعر ونجحت كأغنية عظيمة. هذا يقودنا للقول أن الأغنية الحديثة يمكن أن تحمل الكثير من الشعر لكن يجب أن تحمل الكثير من الشعور. وما أغنية "في الليالي الوضح" إلا دليل إثبات على هذا الكلام.
تبقى لدي فكرة واحدة هنا وهي أن هناك منطقة لا يمكن البت فيها . وهي قدرة الملحن التي ربما أتت بأمثلة تخلق لنا قناعات خادعة في كون هذا النص فشل كأغنية كونه شعر حقيقي.
لكن ما أدرانا أن السبب في الفشل هو الملحن، كونه لم يكن على قدر النص نفسه وعمقه.
تبقى هذه الآراء عفو خاطر تحتاج تمحيص وإعادة ترتيب.
لكنه وكما قلت أول الموضوع هي عصف ذهني يقود كلٌ منا صاحبه لفكرة جديدة
لك مني كل الشكر

 

عبدالعزيز الردادي غير متصل   رد مع اقتباس