المواقيت تمتعض والإنتظار يغزل من حمم الأيام لهيب شوقٍ يحتضر , كلّ صباح تهيم الرّوح بالممكن واللاممكن , ترتكز على ذكرى جميلة تخاطب القلب قبل العقل , وتستنسخ من نسيم الحياة صورا ً لا تخون ذاكرة الأشياء الرَّحبة , وعلى ضوء الغزل اللَّيلي ذات حنقٍ متصلٍ بالقمر , أقتات من صوتك عوالما ً مدفونة في نواة الفؤاد , تلملمني من غيبيات الأرق وقلق الرّياح , وطيفك يحضر كجسد يرمِّمني , يعيد تشكيل أفكاري من أعلى رأسي الخَرِب إلى أعمق ظنّ روحيّ يوارب نافذة الأرض عن دورانها ويجعلك المحيط الوحيد .
كلّ صباح تنفعل التنهيدات من تكاثر الضّباب في حنجرة الغد الكفيف , يتنفسنا مارد الشَّوق , وتتبخر من أفئدتنا سيول الحنين , وحين تكونين بعد بعد الأحلام والمواقيت والرَّغبات , يسكن هذا العالق في أيسر الصدر كبحر لا موج فيه, يسيل من سماء إلى أخرى , يحابي أيّ نتيجة للأشياء من حولي ويعيدني ذات الطَّفل الذي يكونك حين عين ناعسة , وحين تتضارب النَّبضات بشكل فلكيّ تورق معه الحياة أيّما استنزاف .
وكلّ صباح يبتاع لي الحزن من عينيك فجرا ً مالحا ً , يخبرني بتواتر الدَّعوات الخارجة من أنفاس نافقة , أن يا صبح الأرض هناك بقيَّة حلم مركونة تحتاج أن تكتمل !