منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ردٌّ أخير
الموضوع: ردٌّ أخير
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2022, 07:52 PM   #1
ميساء محمد
( ثبات )

الصورة الرمزية ميساء محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 45176

ميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي ردٌّ أخير


كنتُ غافلةً عن الحبّ،أقضي طفولتي في اللّهو واللّعب ،أضحكُ دون أنْ تتخلّل ضحكاتي كلّ هذه الجدّية السوداء،بطريقةٍ ما..تمّ لفت انتباهي إليه،حين كانتِ الأمّهاتُ يتسلّين كثيرًا بالأبناء، للأسف..لم تكنِ (السوشيال ميديا) متوفّرةً لتسدَّ هذا النّوع من الفراغ :فلانٌ لـ فلانةٍ،وفلانةٌ لـ فلان. لم أهتمّ،أشحتُ بانتباهي صوب اللّعب،ودون أنْ أشعر،تعزّزتْ لديّ هذه الفكرة(فكرة الحبّ لهذا الـ فلان )،وأخذتْ تُبعدُ تركيزي شيئًا فشيئًا عن التصرف كـ طفلةٍ صبيانيّة.
..
كبرت.. صارتِْ أحداثٌ كثيرة:تخلّيتُ عن ألعابي التي كنتُ أقيم حربًا بسببها،لا أخرج إلى الشارع للّعب* كما كنتُ أفعلُ من قبل، توقّفتُ عن مصادقة الأطفال الذين صاروا رجالًا،وانتقلنا إلى منزلٍ آخر،حيٍّ آخر..
وبينما كنّا نتسابقُ في العمر،سبقني خالي،خالي الذي لم يعد صديقي الذي يشاطرني الجنون ذاته،حبّ المغامرة ذاتها،الذي وسم على قدمي اليمنى وسمًا كعلامةٍ أخيــرة تشهدُ على صداقتنا،انشغل في دراسته،ولم يعُد ذاك الصديق الذي كنتُ أتتبّع عبره أخبار* الـ (فلان )الذي يُفترضُ أنّه لي-بحسْب ما قرّرته الأمّهات.
..
انتظرتُ زمانًا،مرّتْ سنة،سنتان،ثلاث~تزوج خالي أخت هذا الـ (فلان)~في الرابعة.. أكتشف صدفةً أنّ الـ( فلان) تزوج ابنة عمّه بحجّة القبيلة..!
بكيتْ،صرختُ في داخلي،تألّمتُ كثيرًا-ليس عليه-بل على انتظاري،على كلّ الخيالاتِ التي اختلقْتُها كسيناريوهاتٍ بيني وبينه،تحسّرتُ على لهفتي عليه،على الأحلام التي جمعتني به،و..على ابتسامته واحتضانه في موقفٍ تقمّص فيه دور عدنان وداي الشجاع،أخذ هذا الجرح زمانًا ليندمل،زمانًا لا أذكر مقداره،لكنّي أذكر فظاعته،كونه الخذلان الأول،الصدمة الأولى،الـ… الـحب الأول.
..
مرّت الشهور،بدأتُ أتعافى ،منه،من حبّي له ،و من الأوهام التي بنيتُ عليها أحلامي وآمالي،أخذتُ أحاول ممارسة هذه الحياة بطبيعة الموقن بـقوله تعالى:"وعسى أنْ تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لَّكم"..

لكن..

على ما يبدو،أنّ قلبي-هذا- أرعن،هه،يحتاج لصفعةٍ أخرى حتى يعي،بل..ربما..حنّ لـ يعيش قصة حبٍّ أخرى،قصّةً فتحتْ أعمال ديزني عيني عليها-في منتصف مرحلة مراهقتي-ورسمتُ منها صورةً لـ فارس أحلامي المُنتظَر،وما إنْ دلفتُ إلى عالم الروايات-حين بدأتُ أصبح شابّة-حتى توقفتُ عن مثل هذه الترهات، أدركتُ أنّ الحب لا يُبنى على الوسامة،وأنّه لا ينبغي عليّ بالضرورة أن أمتلكَ نهايةً سعيدةً ومرضية ،بالشّكلِ الذي وجدتّه عند أميرات ديزني،عرفتُ..أنّ المسلسلات والأفلام* كلّها قصص يجب أن تبقى خياليّة فحسب…
ولمّا بدأتُ أعي حتى أُقحمتُ -من دون رغبةٍ منّي-في قصّة حبٍّ من طرفٍ واحدٍ ،تجرّعتُ فيها فظاعة هذا النّوع من الحب،فظاعة أنْ تُحبَّ لوحدك، أنْ تُعطي لوحدك، أنْ تشتاقَ لوحدك..

العجيب..
أنّه في كلّ تلك المرات..لم يلحظْ أحدٌ من أهلي ومحيطي ،كلّ هذه المحاولات..
ولمّا نضجتُ..
لمّا اكتشفتُ أنّ الحبّ وحده لا يكفي،أنّ الفهم،الأمان،والتقدير كلّها أمور أولى من الحب،لمّا سئمتُ من محاولات الأغنيات في رسم الصورة اللامعة للحبّ ،لمّا سئمتُ كلّ كلمات الحب التي مُزجتْ بالقليل من الصدق والاستمراريّة،وبالكثيــر من الخداع ،التمليق والغلوّ،والتي انتشرتْ بصورةٍ مقزّزة نتيجة النسخ واللّصق المتكرّر،لمّا غسلتُ يدي،لمّا تبلّدتْ أحاسيسي؛أصبحتُ أثير الشكوك الآن،ويتمّ اتّهامي-زورًا-بأنّ لديّ ..حبيب!😑
ويْحَكُم..😮‍💨

 

التوقيع

على الغرباء أن يبقوا غرباء وإلّا تصرّفنا..

https://mobile.twitter.com/Mais___aa


https://t.me/March009

ميساء محمد غير متصل   رد مع اقتباس