منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سَاعَةٌ مِنَ التَّوَاصُلِ المُبَاشَرِ | [7] |أَبْعَادُ الشِّعْرِ الفَصِيْحِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2015, 11:09 PM   #8
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

افتراضي






وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته


مرحبًا بك، أخي العزيز الأستاذ عبدالإله، وتحيَّاتي لك ولضيوفك الكرام ومُتابعيك.


لا يُمكن الحديث عن الإبداع الشِّعري بمعزل عن الإبداع الأدبيِّ عُمومًا، ولا يُمكن الحديث عن الأدب بمعزل عن اللُّغة ودون التَّفريق بين خصائص النَّثر وخصائص الشِّعر، والإحاطة بكلِّ جوانب القضيِّة المطروحة يكاد أنْ يكون مستحيلًا في هذه العجالة وفي ظرف ساعة واحدة من الزَّمن؛ حتَّى لو اقتصر الأمر على الإجابة عن الأسئلة المُحدَّدة. فاللَّهم اشرح لنا صدورنا ويسِّر أمورنا وسدِّدنا وأعنَّا.


ثمَّة من يرى تعارضًا بين اللُّغة الأدبيَّة واللُّغة النَّمطيَّة أو العاديَّة. وثمَّة من يُقابل بين النَّثر الأدبيِّ والشِّعر، كما هو الحال عند (أرسطو)، مثلًا، وثمَّة من يُداخل بينهما، كما هو الحال عند (بلوتارك) و(أوفيد)؛ على سبيل الذِّكر لا الحصر. ومعلوم أنْ ثمَّة فروقات جليَّة بين النَّثر الأدبي والنَّثر الوظيفي، وكذا بين النَّظم المُجَرَّد والشِّعر الحسن المُجَوَّد. وإذا كان النَّثر أصل الكلام والنَّظم فرعه؛ فإنَّ الشِّعر قد سبقه باعتباره فنًّا أدبيًّا، وإذا كان ثمَّة من يُفاضل بين النَّثر والشِّعر؛ فإنَّهما -من جهتي- صنوان، وإنَّها العلاقة بينهما علاقة تكامل واتِّصال، لا تفاضل فيها بينهما ولا انفصال؛ ذلك أنَّنا نحتاج إلى النَّثر في نقد الشِّعر وتبيانه وتحليله وإظهار جماليِّاته وتجلِّياته. وإذا كان ثمَّة من يقول: إنَّه في مقدور الشَّاعر أن يكون ناثرًا، وليس في مقدور النَّاثر أنْ يكون شاعرًا. فإنَّه في المقابل لا يُمكن للشَّاعر أنْ يقتصر في كلامه كلِّه على الشِّعر، ولا بدَّ له من النَّثر، بينما لا يحتاج النَّاثر بالضَّرورة إلى الشِّعر. ثمَّ إنَّ من النَّثر ما يتفوَّق في شعريَّته (أو شاعريَّته) على النَّظم، بل حتَّى على بعض الشِّعر الجيِّد، وكذا منه ما يشتمل على شيء من الإيقاع الخفيِّ أو الجليِّ بدرجات متفاوتة وجرعات أو دفقات. وسبحان الله العظيم! القائل في كتابه الكريم: "خلق الإنسان (3) علمه البيان (4)". وعلى رسولنا الأمين أفضل الصَّلوات وأتمُّ التَّسليم؛ وهو القائل: "إنَّ من البيان سحرًا (أو لسحرا)". والبيان من الإبانة، مُزيَّنًا بالصَّنعة أو خاليًا منها، شعرًا كان أو نثرًا.





 

محمد سلمان البلوي غير متصل