منذ نعومة أناملي لم أعرف ماهية القضبان ،،فكل ما حولي هو حياة تنضج في داخلها الفراشات،، تحليق في بساتين الحرية ،،على خمائل الورد ،،وبذخ في غناء الألوان،،
كل ما حولي جميل لدي حتى قبح الأرواح ،، لم تعلمني أمي قراءة ماخلف الوجوه ،،
بل علمتني أناقة الروح وتناسق الحديث بل أسهبت في أروائي بإبتسامات الأميرات ،،
وعند البكاء واجب حتميا أن لاتنهمر على خدي أي دمعة تأخذ منها نصف حياتي ،،
وكأنها تخبرني الوقت مبكرا على تلك الدموع،،
وبحق أخجل أن أبوح للورق عن صرخات مكتومة في قلب الرمال ،،
فقد تتوأمت مع الصمت كثيرا الى أن أصبح عالمي بعد خسارتي لأمي ،،
أصبح ملاذي العميق والأكثر رفقا بي ،، عشقت قدسية محرابه ،،
أتسول منه جرعات دفء الأحضان عند كل تمزق لثوب الصبر وطاقة التحمل ،،
وتلبسني الأيام ثياب النضج ،،وتأخذ معها نصف الأشياء البالية بعدما كانت في عقر وقتها دوي لا يرحم، ،،ومع ذلك تعلمت أن ارتب كل أثوابها حسب مقاس مناسباتها،،
في أغلب الأوقات كانت حيرتي بل عاطفتي المسرفة نوعا ما أكثر غدر لي ،،
ولازالت تتملكني بفطرتها،