منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حدث في رمضان
الموضوع: حدث في رمضان
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2012, 12:46 AM   #20
موضي
( أم الفقراء )

الصورة الرمزية موضي

 







 

 مواضيع العضو
 
0 رملٌ وماء .
0 بداية & نهاية
0 حواءٌ أنا .
0 الفقراء

معدل تقييم المستوى: 13

موضي سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان محمد ديب مشاهدة المشاركة
انتصار عين جالوت .. 15 رمضان



في (رمضان 658هـ) خرج سلطان مصر سيف الدين قطز من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومن انضم إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وأمر الأمير بيبرس البندقداري أن يتقدم بطليعة من الجنود ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقي طلائع لهم في غزة، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمة كان لها أثر في نفوس جنوده، وأزالت الهيبة من نفوسهم. ثم تقدم السلطان قطز بجيوشه إلى غزة، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى عكا، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى قطز الأمير بيبرس عند عين جالوت بين بيسان ونابلس.
وكان الجيش المغولي يقوده كيتوبوقا (كتبغا) بعد أن غادر هولاكو الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمغول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرقت ببلاد الشام في جيش موحَّد، وعسكر بهم في عين جالوت.
خطة قطز وثبات المسلمين

اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال والأحراش القريبة من عين جالوت، وألاَّ يظهر للعدو المتربص سوى المقدمة التي كان يقودها الأمير بيبرس. وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (15 من رمضان 658هـ) حتى اشتبك الفريقان، وانقضت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقِّق نصرًا خاطفًا. وتمكنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمت صرخته أرجاء المكان، وتوافدت حوله قواته، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم كيتوبوقا يسقط صريعًا في أرض المعركة.

ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في بيسان القريبة من عين جالوت، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان قطز يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات، ويضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز". وما هي إلا ساعة حتى مالت كِفَّة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوِّية للمغول لأول مرة منذ جنكيز خان.. ثم نزل السلطان عن جواده، ومرغ وجهه على أرض المعركة وقبّلها، وصلى ركعتين شكرًا لله.
هذه المعركة ليست في الخامس عشرة من رمضان بل في الخامس والعشرين منه
كنت سأتكلم عنها فهي من المعارك المفصلية في التاريخ الإسلامي وقد قيل عنها ( يوم كيوم بدر )
كانت مصر والعالم الإسلامي في أشد اضطرابه وتشتته وانكساراته وخيباته ونصفه سقط بأيدي التتار بمساعدة بعض من الصلبيين ، خصوصا أن زوجة هولاكو صليبة حقدوة واجتمعا على كره الإسلام ومحاربته .
اتخذ قطز قرار جريئا فخلع الملك المنصور لصغر سنه ولأنه غير أهل لقيادة المسلمين في وقتهم العصيب ذاك .
توحدوا وبايعوا قطز وجاء الظاهر بيبرس رغم الخلافات واتحد معه لنصرة الاسلام .
أرسل هولاكو رسالة مع رسله تتوعد وتحذر ، فاجتمع قطز بالامراء والفقهاء والوجهاء للمشورة
كانوا في هيبة قتال التتار ولكنه - رحمه الله - أصر وقال ( أخرج لوحدي وأقاتل ) وقال أيضا ( إن لم ننصر الاسلام نحن من ينصره ) وهو يبكي فأجمعوا أن يقاتلوا التتار ، وأشار الظاهر بيبرس إلى أن يٌقتل رسل هولاكو رسالة أنهم لن يخضعوا واختاروا القتال .
أصدر المفتي أنذاك وهو العزّ بن عبد السلام فتوى تقول ( إنه إذا طرق العدو بلاد الإسلام وجب على العالم قتالهم، وجاز لكم أن تأخذوا من الرعية ما تستعينون به على جهادكم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وتبيعوا مالكم من الحوائص-أي:حزام الرجل وحزام الدابة- المذهبة والآلات النفيسة، ويقتصر كل الجند على مركوبه وسلاحه، ويتساووا هم والعامة، وأما أخذ الأموال من العامة، مع بقايا في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا يجوز )
وبدأ قطز بنفسه وباع جميع مايملك وحذا حذوه الأمراء وجهزوا الجيش ، خرج قطز والظاهر بيبرس في حشد من معسكر مصر ، ونادوا للجهاد حتى أن المعز بن عبد السلام كان بنفسه ينادي الناس للجهاد .
خرج معهما رجال باعوا الدنيا بالأخرة ، أثروا الشهادة والموت في سبيل الإسلام من عرب وتركمان ومن معسكرات الشام .
وفي يوم الجمعة 25 رمضان كان الظاهر بيبرس في المقدمة التي فُصلت عن الجيش تماما حتى يغرّوا التتار أن هذا هو الجيش ، ظهربيبرس في رباطة جأش عجيبة وأعطى الجنود شارة البدء فنطلقوا في شجاعة تهتز لها القلوب . وكأن الله أنزل السكينة والطمأنينة عليهم فلا ترهبهم جحافل العدو .
فأعداد التتار مهولة لايحصيها إلا الله فقد كانوا يتكاثرون بشكل عجيب وقد ظنّ أهل ذلك الزمان أنهم يأجوج مأجوج .
ثم تم تحقيق الخطة الأولى استنزاف المغول وسحبهم إلى عين جالوت حيث قطز وبقية الجنود مختبئين في الهضاب والوديان ودخلوا ( فقد كانت عين جالوت مثل حدوة الحصان ) وجاء جيش من المسلمين من خلفهم وأغلقوا ووقع التتار في الفخ ، وحمي الوطيس . لامفر ولا مفاوضات إما النصر أو الشهادة .
انكسرت ميسرة المسلمين فجاء قطز بمن معه من ( القلب ) - فقد كانوا رجال تطوعوا للجهاد - وساندهم .
معركة طاحنة شرسة فاصلة استشهد كثير من المسلمين فيها ، ذهبوا لله شهداء صائمين ، كان الإسلام فيها مهزوزا ضعيفا ممزقا فقيض له قطز أن جمع الشتات واصلح مافسد من أوضاع داخلية والخسارة ستكون توابعها كارثية على الاسلام والمسلمين .
عين جالوت أعادت للإسلام قوته وعزته بهؤلاء المماليك ، رغم أن الظاهر بيبرس قتل قطز بعيد المعركة لأسباب كثيرة إلا أن الله جمع المسلمين به ووحدهم ببيعته وارتفعت شوكة الاسلام وأعاد الخلافة الاسلامية في العراق .
وهذه إحدى عجائب الإسلام أن يرتفع ويُنصر من شتى الشعوب والأعراق والقبائل

 

التوقيع

الدموع والنار والدّم

موضي غير متصل   رد مع اقتباس