منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حتى الخارصين يقود لصعرا
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2017, 09:58 AM   #7
سالم الجابري
( كاتب )

الصورة الرمزية سالم الجابري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

سالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


لم تتأخر في الوقوف رغم أنّي لفرط خجلي منها كانت كلمة "تفضّلي" ترتجف على شفتي. خطت نحوي خطوتين فكانت في منتصف المسافة بيني وبين الباب. ألقت السلام وهي ترفع شالها المنسدل على صدرها ليحيط بعنقها. استجمعت شتاتي أمامها ووقفت أردّ السلام. شابكت يديها المنسدلتين أمامها وقالت

-آسفة على تطفلي عليك.
-أبداً....أنا سعيد أن يدخل عليّ أحد، تفضّلي بالجلوس.
-أنا مليكة عبدالسلام، لقد تخرّجت من الجامعة كمهندسة كيميائية وحالياً أتدرّب في مختبر الشركة. وأعتبر نفسي محظوظة للحصول على مثل هذه الفرصة.
-رائع. أنا علي جان، تخرّجت قبل أربع سنوات كمهندس مياه والتحقت بالشركة قبل ما يقرب من السنة.
-لا داعي لأن تعرّف بنفسك. الكل هنا يعرفك، فأنت ابن مولانا جان محمد. في الحقيقة جئت أبحث عن شيء ظننت أنّه ربّما يكون متوفراً في قسمكم.
-كل القسم لكِ....اطلبي ما شئتِ.
-أريد بعض الخارصين للمختبر. لا شكّ أنّكم تستخدمونه لحماية دعامات المنجم من الاشتعال. كمّية بسيطة فقط ريثما يوفر قسم المشتريات متطلبات المختبر.
-كما تريدين. سيصلك الخارصين للمختبر. والآن تفضّلي بشرب كوب شاي يعينك على هذا الصباح البارد.
-سامحني....لابد أن أوقّع في دفتر الحضور في المختبر وإلا لن أحصل على شهادة التدريب.

ومضت مليكة. وحملتني متعلّقاً بأطراف شعرها المتسلّل من تحت شالها بين كتفيها. انتبهت لنفسي ويدي ترتجف، وصدري به شيء مختلف عمّا عهدته. ما أجمل تلك اللحظة التي دخلت فيها عليّ. لابدّ أنّ جدّ البشر مرّ بلحظة كهذه. دفقة لا متناهية من الجمال حوّلت الجزء المعلّق في صدره إلى قلب، وأخرجت الصدى المحتبس بين حناياه فكان لحناً عذباً على شفتيه، ومن المؤكد أنّ أوّل أصوات خرجت من بين شفتيه كانت تصويتات الدهشة، والشوق، والحنين......ثمّ جمعها وصنع منها شعراً يردّده ليخلّد تلك اللحظة ويعيد تذوقها، فيعود له شيء من إحساس جمال اللحظة الأولى.

ثم انتبهت لشيء آخر. أنّي لم أكن أعرف ما هو الخارصين، ومع ذلك لم يكن عندي أي شكّ أنّي سآتي به ولو كان في آخر الدنيا. وأنا ما زلت واقف في حيرتي دخل عليّ سلاموك. وضع لي الشاي على الطاولة وهو يبدي استغرابه من شرودي. ولأستعيد توازني أمامه، ومن دون أن أرجو إجابة منه قلت

-أفكّر في الخارصين. هل تعرف أين أجده؟.
-نعم أعرف، إنه يباع في أماكن كثيرة. حتى في محلات الأسمدة.
-ماذا؟!
- الآن يسمّونه زنك. هل تريد أن أحضر لك خارصين؟.

 

سالم الجابري غير متصل   رد مع اقتباس