منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ديسليكسيا الشعراء..!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2011, 06:04 PM   #1
بدر عتيق الحربي
( شاعر وكاتب )

افتراضي ديسليكسيا الشعراء..!!


بقلم/ بدر عتيق الحربي


إن الشعر كما قيل ديوان العرب وفخرهم منذ فجر التاريخ وتحديداً عندما نطق به قحطان بن يعرب في تلك الحقبة الغابره من الزمن وظل مصدر مجدهم وتخليد لأنسابهم
ووقائعهم وديارهم حتى عُرف أن الشاعر هو لسان مجتمعه وهو الإعلامي في ذلك الزمان لينقل الخبر من قومٍ إلى قوم وكان ذلك الشاعر في العصر/ الجاهلي/صدر الإسلام/ الأموي/ العباسي كان مؤثر في مجتمعهم لأنه المتحدث الرسمي للبيئة رغم وجود الصعلكة والتمرد على الذات ومنذ ذلك الحين إلى وقتنا الحاضر لم يقتنع شاعر أو أديب في (مجتمع الشعراء) من حيث الصدق والوضوح والبقاء على حال دون آخر فهذا النابغة الذبياني رغم دهائه وشعره وتطويره للشعر من مرحلة الجمود إلى مرحلة الصعود
إلا أنه شاعر بلاط وشاعر الإعتذاريات كما قيل وهو أول من تكسب بالشعر عند النعمان بن المنذر، إلا أن سياط شعره للنعمان لم يسلم من وصف زوجة النعمان المتجرده بطريقة فاحشه أستغلها أعداء النابغه الذي خطف الأضواء وذهب بالعطايا
عندما قال
فإذا لمست لمست أجثم جاثمـا
...............متحيـزا بمكانـه مـلء اليـد
وإذا طعنت طعنت في مستهدف
...............رابي المجسة بالعبير مقرمـد
بل أن ذكاء الشعراء حتى في طريقة شعرهم وتمريرهم لبعض المواقف لم يمنعهم من الخنوع والذل والتكسب حتى وإن كان ذلك على حسب كرامته وأخلاقه حتى أن بعض الشعراء يغار من جاريه أخذت منصباً له عند الملوك كما حدث ذلك مع الشاعر العباسي أبو نواس في بلاط الرشيد حيث أن الرشيد كانت لديه جاريه سوداء يحبها واسمها خالصه وفي إحدى زياراته ، دخل أبو نواس على الرشيد ، ومدحه بأبيات بليغة ، وكانت الجارية جالسة عنده ، وعليها من الجواهر والدرر مايذهل الأبصار ، فلم يلتفت الرشيد اليه . فغضب أبو نواس وكتب لدى خروجه ، على باب الرشيد :

لقد ضاع شعري على بابكم
...............كما ضاع در على خالصـة

ولما وصل الخبر الى الرشيد ، حنق وأرسل في طلبه ، وعند دخوله من الباب محا تجويف العين من لفظتي "ضاع" فأصبحت "ضاء" . ثم قدم أمام الرشيد . فقال له الرشيد: ماذا كتبت على الباب ؟ فقال :

لقد ضاء شعري على بابكم
...............كما ضاء در على خالصـه
فأعجب الرشيد بذلك ،

وقبل فتره في إحدى البرامج الحوارية الشهيره أُستُضيف شاعر وحين سأله المقدم :

هل كتبت قصيدة في الرسول صلى الله عليه وسلم؟

رد:

لا لم أكتب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لايحتاج إلى قصيدتي

فرد عليه المقدم بذكائه المعهود:

وهل سمو الشيخ محمد بن زايد يحتاج إلى قصيدك عندما تمطره بقصائد كثيره!!!

ومن المعروف في مجالس الملوك والأمراء قديماً أن الشاعر عندما يأتي بقصيدة مدح
يقول الملك لحاشيته :

أقطعوا لسانه!!

والقطع هنا ليس مفهوم البتر ولكن أي عطوه مايطلبه من العطايا..

فالشاعر يتمدد كما يتمدد الزئبق تبعاً لإهوائه ومصالحه ومكتسباته التي يطاردها من بلاط إلى آخر عند الطبقات الأولى من المجتمع

بحثاً حيناً عن الشهره وحيناً آخر عن المال وحيناُ لغاية في نفسه..
فما أردت قوله أن مجتمع الشعراء ذلك المجتمع والعالم الغريب الذي لم يكتشف عن هويته وعن نوعية
من يسكنه فقراءته أصبحت عسره جداً أو مايسمى في علم النفس (ديسليكسيا) وعباره ديسليكسيا تعني صعوبة القراءه وعدم المقدره على الفهم زمانياً ومكانياً وقد تطول المده ويصاب به غالباً الأعمار الزمنيه المبتدأه ولكن عالم الشعراء يصعب قراءته على كبار السن وعلى الأدباء وعلى الشعراء أنفسهم فكثيراً من الشعراء أو بمعنى أصح 80% من الشعراء لاتتنبأ بما سيحدثه غداً من أمور لم تكن لتخطر في بال بشر
وكما قال دكتور في جامعة الملك عبدالعزيز
أكثر ماأخافه الشعراء؟
لأنهم مثل الماء لاتستطيع الإمساك بهم وتوقع منهم أي عمل
فلاتعرف لماذا يكتبون ولمن يكتبون وماهي دوافع الكتابه لديهم فإنهم مصابون بإنفصام ..!!
وعند إستيضاحي منه كيف مصابون بالإننفصام ؟

ذكر أن الشاعر يتجلي بالفضيلة في نصه ولاترى لها أي وجود في حياته فكثيراً مايفصل عن ذاته وعن شعره وأن الشعراء أوجدوا مدينة أفلاطون الفاضله في نصوصهم الوهميه التي لاتتعدى حدود الورق
وهنا أنا أتساءل :

هل الشاعر يجد نفسه في شعره أكثر من واقعه أم يهرب من واقعه إلى شعره بحثاً عن الحياة التي فقدها واقعياً
وهل عالم الشعراء أسود من لوحات (دي جويا) السوداء الكئيبه أم أن قراءه البعض للشعراء غير صحيحه كمن يبحث عن بجعة سوداء ضمن أسراب البجع الناصع البياض؟؟

 

التوقيع

بدر عتيق سبحان الله وبحمده..عدد خلقه..ورضا نفسه..وزنة عرشه ..ومداد كلماته

بدر عتيق الحربي غير متصل   رد مع اقتباس