.
" الجيل الناقم .. "
يخبرنا السيد: حسين سرمك
ليس أصعب على الإنسان من أن يكون بطلاً لكنه يقضي أوقاته في مقهى أو في بيع غرفة نومه
أو نياشين شجاعته ليشتري الملابس المعادة لدول العدوان “ المتحضرة ”..
والأخطر هو انهيار قيم عالمهم الشامل.. وسحق كل ما هو جميل في حياتهم…
أمّا الشعر الذي كان يرون – تقليدياً – أنه يعبر عن معاناة الناس فقد وجدوا أنه غارق والأصح محلِّق في سماء الأساطير
والروائح الصوفية والغثيان والإنشطارات والبيانات وتهشيم بنى اللغة وتفجيرها من الداخل..
فجاء الجيل الناقم ، وأؤكد لا اليائس ، لينـزل بالشعر من سماواته إلى أرض الواقع المتفجّر ويخلق صوفية شعرية جديدة
هي “ صوفية التراب ” التي وفرّوا لها شرطيها الأساسيين:
* الأداة التعبيرية المناسبة التي تتطلب التخلي عن “ لآلئ ” اللغة القاموسية وحتى الشعرية المتداولة ،
* والمرجعية في الحياة التي سيعبِّرون عنها والتي وجدوا أنّها لا تتمثل في " متن " الحياة ،
بل في " هامشها " الهامش في كل شيء.. في النّاس، القيم، اللغة، الأماكن…إلخ..
هو المعين الذي لا ينضب ، وهو المرجع الحقيقي الذي أُهمل طويلاً.
لقد أخلصوا لأداتهم فأصبحت المفردة اليومية الحربيّة والتحرّشية خصوصاً شائعة في نصوصهم..
وآمنوا بقداسة “ الهامش ” ويتضح ذلك في الأعمال الشعرية عند أبرز ممثلي الجيل الناقم [ سلمان داود محمد ] .
بدءاً من العنوان ، بالإخلاص لرفيق الشاعر في الحياة: الموت ولعطاياه الفائقة ، الإيمان بصوفية التراب الطهور ،
شيوع المفردات الحربيّة ، قداسة المكان ، السخرية السوداء ، الإمساك باللحظة الحاضرة دون ذيول تراثية أو رؤي مستقبلية ،
نقل الهامش في اللغة إلى المركز الشعري ، وغيرها.
وكل ذلك تحت غطاء مشحون ومُلتهب من النقمة الشاملة على كل شيء ، نعم على كل شيء ودون استثناء وبلا تردد ،
ويتضح جلياً أنّ هناك إيمان بأن هامش الحياة الحقيقي المهمل والفذ في الوقت نفسه يفوق إغواءات متنها المنافق والخادع ،
هذا المتن الذي هوسبب الخرابات والعذابات التي مزقت وجود الشاعر والمجتمع الذي يعيش فيه شـر ممـزق.
,