منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " هَامِش حَداثَوي "
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2019, 12:46 PM   #13
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


.


" النقد الإنطباعي.. "


يُخبرنا السيد : حسين سرمك

أن الكثير من النقاد العرب الإنطباعيين ، يخجل ، أو يخاف ، من الإعلان عن موقفهم النقدي الانطباعي بفعل ما أسميته بـ " الإرهاب النقدي الحداثي "
الذي تصاعد مع المد البنيوي وهُرعنا خلف غبار خطواته في النقد العربي دون تمحيص بفعل التبعية للآخر الغربي والإنبهار العصابي ..
لقد استبعد (ويلبر س. سكوت) من كتابه ( خمسة مداخل إلى النقد الأدبي) المنهج الإنطباعي ، مُبررا موقفه بقوله :
( والمدخل الآخر غير المذكور هنا هو ( الإنطباعي- the impressionistic ) .
إن لكل امرىء انطباعاته في مواجهة التجربة الأدبية ، وقد يجد بعضهم ضرورة في كتابتها
إن تقدير هؤلاء يعتمد بالطبع على الذوق ، والمعرفة ، والقدرة على الكتابة النقدية ، غير أن طبيعة هذا ( اللون )
وحدها تجعل من العسير إدخاله ضمن تصنيف خاص ، أو لأنه مشمول بأحد المداخل المذكورة هنا .
والمداخل الخمسة هي: الأخلاقي ، النفساني، الاجتماعي ، الشكلي (الجمالي) ، النموذجي (الأسطوري) .


( عبد الجبار عباس ) الناقد العراقي والعربي الوحيد الذي دافع عن موقف واختياره كناقد انطباعي بصورة علمية ومنطقية ،
خصوصا في اللقاء الشامل الذي أجراه معه الروائي (عائد خصباك) والذي أعلن فيه بلا تردد :
والذي نشر في مجلة الأقلام / العدد السادس: 1985. قال:
( دعني ألفت نظرك إلى شيء طريف هو أنك لا تجد ناقدا عربيا يجهر بما أجهر به الآن من أنني ناقد انطباعي ).
الناقد العربي المعاصر يخجل من أن يعلن عن انطباعيته ربما لأن الانطباعية ماتزال متهمة بأنها قرينة الذاتية واللامنهجية ،
وأنها النقيض لما حققه النقد الأدبي المعاصر بفضل التزامه مناهج تقيم للفكر والموقف الفكري وزنا كبيرا .
إنك تستطيع أن تتلمس هذه الانطباعية ، فالفنان يحقق ذاته في هذه الطريقة ، لا تكتب لتعلن عن موقف ، وإنما تجد في نفسك حاجة .
مثلما هزت الشاعر تجربة معينة فأثمرت قصيدة ، كذلك أنت قرأت أثرا أو مجموعة آثار ، فوجدت أنها بذرت في نفسك بذرة ،
نضجت لتستحيل إلى أثر نقدي ، إن هذه الطريقة تشعره أنه يأتي بشيء من ابتكاره يصبح المنهج أسلوبه .
ويناقش عبد الجبار معنى المنهجية وضرورتها للناقد والبحث النقدي فيرى أولا أن المنهج النقدي كالأسلوب الأدبي ينمو ويتبلور
عبر التجارب حتى يستقيم فيصبح مرآة لشخصية الكاتب ، وكما أن أسلوب الرجل هو الرجل حسب تعبير الفرنسي " سنت بوف " فإن منهج الناقد هو الناقد .

ويرى عبد الجبار أن الإنطباعية بتحررها من التوق إلى التطابق ( الأناني ) تبدأ بالذاتية ذات الناقد المتلقي
لتنتهي إلى أقصى قدر ممكن من الموضوعية ، أي رؤية العمل كما هو كما يبدو لي بعيدا عن أي قسر أو ميل مسبق.
وإذا كان منهج الناقد هو الناقد ، ينبغي أن تعامله في هذه الحال ، كما تعامل أي فنان
لا تستطيع أن تطالبه بأن يفصح عن اختياراته الفكرية في عمل واحد .

* من فضائل الإنطباعية أنها تؤمن بأنها تجعل من الذاتية منطلقا إلى تحبيذ " الديمقراطية " في التعامل والحوار،
لا تكون ذاتي هي المنطلق إلا بقدر ما تكون معبرا إلى الآخر ، ويجترح مصطلح " الديمقراطية النقدية "
ويعدها أكبر فضائل النقد الانطباعي إذ إنه يحبذ الديمقراطية الأدبية دون أن تكون ملزما بأن تفقد شخصيتك أنت
ليس من الديمقراطية أنك لست ذا رأي ، أو موقف من الحياة ، ولكن ذاتك وذوات الآخرين قطبان يلتقيان معًا
على صعيد تجربة مشتركة ، ومن خلاله تفصح عن اختياراتك وشخصيتك بقدر ما تسمح للآخرين أيضا أن يقوموا بتجربة مشابهة.

* وإن الذات يمكن أن تلخّص عصرا ، وتحتوي مرحلة ، وهكذا فإن الذاتية لا تكون منقصة في النقد إلا إذا كانت ذاتية ضيقة
لا يعنيها معرفة أين هي من العصر ، ومن فكره وحساسيته الجديدة المعقدة ، وربما كانت هذه الغنية المتمثلة لعصرها
أجدى بكثير من ذات تبدأ من قناعات أو رؤى يطرحها العصر لكنها لا تُحسن تمثيلها ولا تقيم وزنا للذات في التلقي أو التعامل والتقييم.

* إن الناقد الإنطباعي لم يعد يرى في الإستعانة بعلوم النفس والإجتماع والجمال والفلسفة قتلا للأدب وتجميدا لعناصره الداخلية
التي هي عناصر أدبية بحتة ، أي تركيبات لغوية نابعة من منطق فني داخلي يحكم العمل ويشيع فيه ، بل يرى في الاستعانة
الحساسة بهذه العلوم دون جمود أو قسر أو تعالم ، وفي صهر الثقافة لصالح تربية ذوقية جديدة ، سلاحا نافذا في تحقيق هدفه الأساس .

* وفي عصرنا الذي تتعدد فيه النظريات الشمولية وتمتد سطوة الإيديولوجيا إلى كافة حقول المعرفة ، ومنها الأدب والفن ،
لم يعد النقد الإنطباعي يلاقي قبولا واسعا كالذي تحقق له منذ مطلع القرن الماضي – القرن التاسع عشر- .
ومع ذلك فإن هذا لا يفقده شيئا من أهميته الإبداعية وأمانته الأخلاقية …
لقد كانت نشأة النقد الإنطباعي ردة فعل متشككة في سطوة و(علمية) النظريات ، باعتبار أن الجماليات هي أقل مجالات المعرفة تحديدا.

* أن الناقد كما يقول " أناتول فرانس " لا يستطيع أن يفعل أكثر من أن يتحدث عن نفسه في الوقت الذي يدعي فيه التحدث
عن الاعمال الأدبية : فالنقد بهذا المعنى تجوالات الروح بين الأعمال الأدبية العظيمة .


,








 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس