منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " هَامِش حَداثَوي "
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2019, 01:05 PM   #16
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




" كُتاب واقع ، وليس كُتاب واقعية .."


يخبرنا السيد: حسين سرمك

أن على الفنان أن لا يتعالى على هموم الإنسان ، وأن يكون من دون أن يغفل الإشتراطات الفنية واللغوية والجمالية طبعا ،
في خندق هذا الإنسان في أيّ زمان وفي أيّ مكان وتحت أقسى الظروف.

لو لاحقنا النتاج الروائي الغربي فسوف نلاحظ أن موضوعات الغالبية المطلقة من الروايات هي موضوعات فانتازية وأسطورية وبوليسية
وغرائبية يكتبها أغلب الكتّاب وعينهم على هوليود. وآخر ما يتم التفكير فيه هو أن للإنسان هموما اجتماعية ونفسية واقتصادية وطبقية.
والمصيبة أن بعض الكتّاب العرب قد "فهموا " اللعبة ، فبدأوا في مسعاهم للحصول على ترجمة أعمالهم والإنتشار في الغرب
وهو مسعى مشروع بالتأكيد ، يكتبون النصوص الروائية التي تتحدث عن الجنس والإنحرافات والقهر الطائفي والديني
في مجتمعاتهم تماشيا مع الموضوعات المركزية التي تروّج لها الآلة النقدية الغربية الهائلة وهي الجنس:
( الشاذ منه خصوصا كالعلاقات المحارمية والجنسية المثلية ) والعنف ، ووصم المجتمعات العربية والإسلامية
بالتخلف وقهر المرأة ومصادرة الحريّات ، ونبش الجذور الطائفية والمذهبية عبر لعبة " الوثائق "
والكنوز المطمورة والمتاهات على طريقة " شفرة دافنشي" الرواية " التوراتية " مثلا .. إلخ.

وفي قلب المجتمع الذي يمثل الأنموذج المغوي والخارق لهذا التوجّه الهادر وهو المجتمع الأمريكي
يقف [ محمود سعيد ] الساكن في شيكاغو منذ عقود صامدا ومصرا بعزم وثبات على إيمانه بأن الأدب
يجب أن يُسخّر لملاحقة تحولات حياة الإنسان وخيباته وإحباطاته ، وأن على الأديب مسؤولية كبرى
في هذا العالم الجائر، وقد فرض عليه هذا الإيمان الراسخ ان يبقى على شطآن المدرسة الواقعية
طبعا ليست الواقعية الفجّة التي هي واقعية حديثة بوصف دقيق .

* لقد سُئل بابلو نيرودا مرة : لماذا لا تكتب عن الزهور؟ فأجاب : أنظروا إلى الدماء في شوارع الشيلي.
ونحن الذين نعيش قضايا ساخنة ولاهبة لا نستطيع إلا أن نكتب عنها . نحن لا نستطيع إلا أن نقول للذين يريدون أن نكتب عن ترف الفن :
انظروا الدماء في شوارع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين . إن هذه المواضيع تفرض ذاتها علينا ،
وهي تحتاج إلى الواقعية الخلّاقة التي يمكن من خلالها أن تقول الرواية أشياء كثيرة ).

[ محمود سعيد ] لم يستطع أن يغمض عينيه عن الدماء التي سُفكت ، والتي ستُسفك وقت كتابة الثلاثية في وطنه
بفعل عدوانات الولايات المتحدة الأميركية الوحشية على العراق، وبينها حصار العشر سنوات المجرم الجائر الذي اجتث مليون إنسان من شعبه.

وبعد الإحتلال الأمريكي للعراق، وتدميره ، وتحقيق التعهد الأمريكي بإعادته إلى العصور الوسطى،
ظهرت روايات تنحاز لهذه الواقعة اللاقانونية واللاإنسانية ، وفوق ذلك تزيّن للقارىء العراقي خصوصا
صورة المجتمع الغربي في بلدي العدوان الرئيسيين : الولايات المتحدة وبريطانيا ، وحياة المهاجر المسترخية والموقرة
وحسب قول أحد الكتاب العراقيين الذين يقيسون الوطنية بالوثائق والمعونات : ( بريطانيا منحتني الجواز والكرامة!! )
ناسيا أو متناسيا أن من لا يستطيع انتزاع كرامته في وطنه من برائن الذئاب، سيحتقره من يمنحه إياها من " جيبه "
وسجلّاته في بلد غريب وهو مسترخ مع النوارس. وعلى طريقة أمهاتنا الأميّات اللاحداثيات في التعبير :
( الذي يطلع من داره ، يقلّ مقداره )

وظهرت ( ثلاثية شيكاغو )، تكشف بلا تردد وبلا لبس ، طبيعة ما منّى المهاجر العراقي نفسه به طويلا ،
كمصدر ضغوط جسيمة يواجهها في محاولة التكيّف مع طبيعة الحياة فيه. فبرغم توفير الجواز و" الكرامة "
إلا أن الكثير من المهاجرين في العيّنة التي عرضها محمود سعيد على الأقل يواجهون ضياع " دلالات " ذواتهم ،
في مجتمع يقوم على أساس " فصل الدال عن المدلول " ولانهائية المعنى وصولا إلى ضياعه ، ويسوّي بين الإنسان والمادة .

والثلاثية : حافة التيه ، أسدورا ، زيطة وسعدان:
* هي محاولة متفرّدة للغوص في أعماق نفسية المهاجر العراقي تحديدا ، وما يعانيه من مصاعب ، وتحولات تبدو مستحيله لأنه يخالف الطبيعة البنيوية لشخصية هذا المهاجر.
* هي لا تتردّد في الإمساك الحازم بمواضع الإختلالات العميقة في شخصية المهاجر والتي يأتي مُحمّلا بها من وطنه الأم فتُربك حياته في البلاد الجديدة.
* هي كشفٌ لما يجري في مجتمعات هؤلاء المهاجرين من سلوكيات وصراعات وأفعال مُلتبسة ومُقلقة جعلتهم أنموذجا ينطبق عليه المثل العامي عن الكائن الذي " يضيّع المشيتين"
* هي بحث في معاناة المهاجر العربي إلى أي بلد غربي بشكل عام.. فهو يدرك أن " الرحيل اي رحيل يعني قليلا من الموت ".


,






 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس