[يوسف الأنصاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين

منذ عدة ايام شاهدت بالصدفة برنامجا للمرأة في التلفزيون
به فقرات عديدة من مطبخ وازياء وامور اجتماعية ودينية
وحين جاءت فقرة مقابلة المفتي لابداء رأيه في بعض قضايا الدين والدنيا
وجدت المذيعة بقدرة قادر وفي غمضة عين تحولت من سافرة الي محجبة
حتى انتهاء الفقرة حدث التحول للعكس مرة اخرى
لا أدري ماهو تفسير سلوك تلك المذيعة ؟
أهو اعتراف رسمي ان التحجب هو الشكل الاكثر اعلانا عن التدين
والذي يليق بمقابلة المفتي ؟ ولم كذلك لماذا لا تتمسك بهذا الشكل الصحيح من التدين
اليست هي التي طوال العام تقدم تسريحات وازياء للنساء
وتعاملهن علي انهن ادوات للزينة والتجمل باستخدامها موديلز في فقراتها
للتطبيق عليهن طرق التجميل وما شابه
هل المفتي لا يقابل في حياته الا النساء المحجبات ؟
اليس هذا يعطي طابع الازدواجية لمن يراها من شباب وفتيات صغيرات ؟
هناك امثلة كثيرة تحدث يوميا قمة التناقض والنفاق والغش وقمة التأرجح
والذي يجعله اكثر خطورة من غيره
وللاسف اكثر تأثيرا لانه مطل من ساحة الاعلام الرسمية
نحن مجتمعات ترقص علي السلم لسنا كالمجتمعات التي ثارت قديما ضد السلطان
وتسلط الكنيسة في العصور الوسطى واختارت بعد كفاح طويل فصل الدين عن الدولة
واقامة المجتمع المدني حيث الدين علاقة شخصية بين الفرد وربه
وليس لاحد ان يسأل او يحاسبه عنها
مجتمع يأخذ بمبدأ الصواب والخطأ لا الحلال والحرام والذي مستمد من فقه الدين
الذي يعد دستور للحياة والاخرة ولكننا عجزنا عن تطبيق معاملاته التي طبقها الغرب
من دقة ونظام واتقان وضمير ادي الي ارتقائهم ونحن لا
حد مقولة شهيرة تردد لوصف هذا الحال المؤسف
" اننا اسلام بلا مسلمين والغرب مسلمين بلا اسلام "

\..

السلام عليكم قبل كل شيء ..
رمضان كريم عليكم جميعاً ، اسأل الله لكم القبول والسعادة ..
ولكم وحشة كبيرة ، جميعكم كل تلك الأقلام الرائعة التي لا يمكن نسيانها ..
وكل تلك العقول النيرة التي اضاءة لي طريقاً نحو فكر واعي ..
لكم المحبة والتقدير ..

اعتذر يا سيرين عن دخولي وسط الحوار دون اي تمهيد مسبق ..
في رأي الشخصي والذي اتمنى ان اكون مخطأ حوله تماماً ، لأنه لو كانت قراتي للموقف صحيحة ولو جزئياً ، سيبدوا أمراً سلبياً محزناً ، وليس هذا ما أتمناه أن يكون ..

لدينا مجتمع يهتم حول أمر المظاهر اكثر من اي شيء آخر ..
حقيقة نظلم أنفسنا إن لم نتشارك عبئ ذلك ، لدينا حالة من قلة المصارحة والحوار ، لدينا رعب شديد حول البوح بالمشاعر والعاطفة ، لدينا ميول للشعور بالعار حو الإعتراف بالنقص أو الحاجة ، حقيقة هذه طبيعة الإنسان ليست حكر في مجتمعنا لكن ما يضعها تحت خط الخطر هو التحفظ والمبالغة ، لدينا أمور وضعت في منطقة سوداء أو بيضاء كلا منا وفق ما يراه ، دون أن نأخذ في الحسبان منطقة نلتقي فيها ليكون كلا منا على سجيته ، لذلك من الصعب جدا أن يصرح المرأ فينا بنواياه ورأيه وفكره وأن يعبر بكل شفافية عن ذلك ، تعبيراً يحد ما بين الوصف والإحترام لا يزيد أو ينقص ، دون أن يهاجم أو يسخر منه ، لذلك نكون غالباً ما يريده المجتمع ولا ما نريد أن نكونه نحن ، على هذا الأساس نرى مثال كهذا ..

ويصبح أي أمر جديد ولو كان حسناً ، مخاطرة كبيرة وجرأة ، تحتاج دائماً لتبرير ، وتقابل بالردع والتهويل قبل أن تكون أمراً نمطياً .. لتنتج صورة مشوهة تكون اغلبيتها معلقة بين التشدد المطلق أو التفريط المطلق ..
محاولين فيها ارضاء المجتمع ، لنتلون معه غاية ارضاءه ، تكون نتيجة ذلك رفض انفسنا قبل أن يرفضنا المجتمع ، لنجد اننا فقدنا هويتنا ، ( من اكون ؟! ) هو سؤال المليون دولار ؟!

بالمختصر لدينا مجتمع محبط حول ذاته ككل ..

انوه ليس المقصد التعميم ..
فقط كانت كلماتي تعقيب على ما ذكرته سيرين .. وما شابه ذلك ..
بالطبع لدينا مجتمع واعي متسامح يصارح ويسمع ويتحاور.. فقط نحن بحاجة للمزيد من ذلك ..