منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - " مَمَرّ "
الموضوع: " مَمَرّ "
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2020, 04:44 AM   #3
عَلاَمَ
( هُدوء )

الصورة الرمزية عَلاَمَ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50467

عَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعةعَلاَمَ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




*

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






في يونيو 54م وضع عبد العزيز صادق على مكتب " السباعي " مسودة حواره الأخير مع " سلامة موسى "، وفيها ..

_ هل قرأت الأرض لعبد الرحمن الشرقاوي، وزقاق المدق لنجيب محفوظ، وأرض النفاق ليوسف السباعي؟
_ قال سلامة موسى: " قرأت شيئًا لمحفوظ وهو يدل على نبوغ.. ولكني لا أدري هل سيبقى هذا النبوغ على مقاييس العصر القادم أم لا؟ وأنا حين أذكر الأدباء الحاضرين لا يخطر ببالي هؤلاء الذين كانوا صبيانا صغارا عندما كنا نحن في الأربعين أو الخمسين مثل محفوظ والشرقاوي والسباعي ".


.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

.

كان يعلم " السباعي" أن وضع اسمه هكذا ليس لأنه رئيس تحرير المجلة، ولكن لأنه جزء من جيل كامل، مازال البعضُ ينظرُ له باستصغار، ولذلك لم تُثر إجابة سلامة موسى لدى " السباعي" سوى ابتسامة واسعة وهو يسحبُ ورقة وقلمًا ويقول لعبد العزيز: سينشُر ومعه الرد. وقد وضع " السباعي " مربعًا صغيرًا في قلب الحوار يحمل عنوان [ كلام العيال ]، وهو بمثابة بيان لعيال ذاك الزمان وكل زمان.


،


[ كلام العيال ]

أيسمح لي " عمي سلامة " بأن أعلق تعليقًا قصيرًا على ما خصّني به من عدم التفضيل أو عدم التقدير..
لقد عايرتني أولا بصغر السن.. ورميتني بأني كنت في الرابعة أو الخامسة وأنت في الأربعين أو الخمسين.. ولست أرى في ذلك عيبًا أُرمَى به ولا يضيرني أن تكون خلقت قبلي بأربعين عامًا.. اللهم إلّا إذا كنت تعتبر السبق إلى الوجود مدعاة للتفاخر وهو شيء لا فضل لك فيه ولا حيلة لي في ردّه. ولا أظن فارق العمر يمكن أن يكون أبدًا سببًا للمفاضلة، فهناك حمير كثيرون أكبر منك.. وهناك حمير أكثر أكبر مني.. والوصول إلى الأربعين أو الخمسين أو الثمانين لا يحتاج من المرء إلى نبوغ وعبقرية، لا شيء أبدًا أكثر من أن يأكل ويشرب وينام ويتوكل على الله على أن يوصله إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئًا.

وأنت قد أخرجتني أنا و”العيال” من أمثالي من عداد الأدباء المعاصرين لأننا صغار وأنت كبير كأنما الأدباء لا يهبطون في هذه الدنيا إلا وهم يتعثرون في لحاهم..
ثم ادعيت بعد ذلك أنك قرأت لي ولم تجد فيما كتبتُ شيئًا يستحق القراءة لأنه لا يتجاوب مع مجتمعنا وأنا أكذبك في كل ما قلت، وأتحداك إذا كنت قد قرأت لي " ما وراء الستار، أو البحث عن جسد، أو أرض النفاق " قبل أن تصدر حكمك السطحي الجائر.

أما أنك تفضل أبي عليَّ فهذا خير ما قلت، وإن كانت أسبابك في التفضيل مضحكة، لأنك بنيت تفضيلك أولًا على صداقتك له، كأن صداقتك لإنسان قد أضحت من أولى مزايا الأدباء وأن يتحتم على الإنسان لكي يكتسب فضل الأدب أن يكون صديقك. ثم ذكرت سببًا ثانيًا للتفضيل هو أنه قرأ “كارليل” وغيره، فجزمت بذلك بشيء لا تعرفه وهو أني لم أقرأ لهؤلاء، أما عن قولك إن أبي ما كان يكتبُ قصصًا للصحافة فقول يكذبه الواقع لأنه كتب قصصًا في البلاغ الأسبوعي منها " الدروس القاسية، والخادمة، والفيلسوف ". أمَّا أنّك ترفض الكتابة فمن عجز لا عن ترفّع تشهد بذلك محاولاتك البدائية التي نشرتها في جريدة الأخبار.

وأكثر ما أعجب له في حديثك هو إعجابك بالشباب إذا ما قرن بالقيادة السياسية وازدراؤك له إذا ما قُرنَ بالأدب.
وأخيرًا أرجو أن أكون قد أثبت لك أن “العيال” يستطيعون مجاراة “العواجيز” حتى في الغرور وسلاطة اللسان!

يوسف السباعي



.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



محمد علام

 

عَلاَمَ غير متصل   رد مع اقتباس