..
عن السؤال الذي ظل محمومًا
في حنجرة الحيرة ولم تسعفه الألسنة
عن الغفلات التي تتراكم على الطريق
وتحول بيني وبين يقظة بلا مدى
عن المنتصف الذي صلبنا فيه
سؤال الجدوى " ثم ماذا ؟! "
بلا إقدام .. ولا رجوع
عن صوت السدرة الأبيض
وحكاية الغرق المبين
عن ناي نيسان الحزين وأنغامه
التي تجري بأوردتي انكسارًا ليس يفنى
عن الرسائل التي نقول فيها كل شيء
كل شيء إلا ما نرغب جدًا في قوله
عن وصايا الصعود / الصمود
المفتولة بساعديك ... وفمي
عن الصحارى البكر في كبدي
عن العطش الذي ينتظر ريّ السماء
منذ ألف ألف استسقاء ولا تنهمر
عن جبل الجليد الذي يسكنك
ويُطفئ الشموس في دمي
عن قلبك .. آخر المعجزات
التي سقطت سهوًا من أساطير الأولين
عن خطونا المائل صوب شمال الوهم
وهو يحصد العماء / العناء
عن المواجع التي صنعتنا ..
وغرست في صدورنا العطاء
عن مدينتنا .. مأتم الضوء فينا
لعنتنا المقيمة في أزقة القلب
وهو يتهجّى _ على رمضائها _ الحرمان
عن كل ذلك أتشكّل حرفًا شقيًا ..
لا يعرف السلام !
..