منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لعنةُ الغياب !
الموضوع: لعنةُ الغياب !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2011, 10:23 PM   #1
سَارة القحطاني
( كاتبة )

الصورة الرمزية سَارة القحطاني

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 7646

سَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعةسَارة القحطاني لديها سمعة وراء السمعة

Unhappy لعنةُ الغياب !


_
لم يكن حضورك الأول عادياً ولم أكن انا بطبيعتي على كل حال !
كل شيء كان يبدو مغايراً ومختلفاً !
الكلماتِ , السماء , رائحة المطر , ولون القهوة , وَوجه المدينة
حتى الموسيقى في ذلك اليوم لم تكن عادية !!
وكأن كل شيء رتب نفسه بمقاس احتياجنا لأن نغرق في مدى اللقاء الأول ,
في غمرة الجنون الأولى والحديث الأول !
لكننا كباقي البشر لم نكنُ نملك تلك القدرة التي تكفينا لأن نكتشف ماهية أقدرانا قبل
أن ينتصف بنا الطريق ويهلك أحدنا في انتظار بزوغ شمس الآخر !
أفرطنا كثيراً في الحديث , الغناء , تشكيل قوالب أحلامنا بمقاسّ احتياجنا لأن نكبر
معاً ونشيخ معاً , وما أنصف القدر " أحلامنا " فافترقنا !


*


مُتعسَرّة هي ولادة كُل الاشياء الجميلة في غيابك !
وَعقيّمة هي الحياة والأحلام والامنيات , وباردة هي أحاديثُ العابرين !
حفيف الشجر لم يعد يُثير فضولي لَتفحصّ ملامح المُستقرين على عُتباتِ
الشوارع الليلية !
وَالموسيقى الصاخبة لم تعد تروقني أبداً !
حتى الروايات الأدبية حرضني غيابك على اعتزال ضجيج أوراقها فاعتزلتها
جميعاً واكتفيت بالقراءة لك !

*
تُبعثرني المساحات الضيقة التي لا تنتشي بزحام كلماتك .. يخنقني الصباح
الذي لا يحظى بمعانقة ندى عبورك !
يمضي النهار برتابة , يتشكلُ لُونهُ بلون الغياب , فاختفي " أنا " في طور
بداياتهِ حتى يغيب أو أفقد أنا الشعور بهِ وبكل شيء يصنعه !
وحالما يأتي المساء اسعى جاهدة لأن أُغير شكله ولونه وملامحه , لكن الحنين
يغتالُ محاولاتي دائماً ويُسند كُل الأشياء إليك , يُلونها بلونك , ويُشكلها بصوتك
, ويعزفُها على أوتارك , ذلك الحنين الذي لا يتقيد بزمن ولا بموسم ولا بمكان
فأتشكل أنا والمساءات الخاوية منك بك , نسترجعُ ذكرياتك ورسائلك معاً ,
ونغنيّ لك بصوتٍ عالٍ جداً , ونرتب فوضاك وَصورك وَملامح اشتياقك لأننا
نخشى أن نفتقدك في زحام الحياة , أو أن ينسينا الزمان لذة عبورك الأول
ولذة الغرق في ثَنايا الحكايات التي كُنت تتجسد بها !

*
أراقب تحديثاتك في كل مكان وأكتب لك رسائلي الناقصة وأتعمد أن اتركها
عالقة بيني وبينك , أتفحصّ زواياك العتيقة وأراقب ظلك من بعيد وأتمنى في كل
مرة أن تدير رأسك نحوي قليلاً فَتدرك ضعفي وَتستقر بيّ بلا غياب ,
وتضوي بنورك مساحات كوني أو تغيبني في ذات المساحة التي تغيب فيها
" أنت " تُلقنني نسيانك كما يجب عليك أن تفعل , ثم تمضي !




*
علمني كيف اتنفس السعادة , وسعادتي كُلها مرهونة بين يديك ..
تقاسمك رهبة الغياب , وَتبارك لك خطواتك الأوُلى في سلم الأمنيات !
علمني كيف أغيبك في أُفق الأمس , وأتنفس الحاضر والمستقبل دون
أن أتعثر بك !
*
مممم كُنت لا أُظهر لأحدٍ من العالمين حقيقة ضعفي وانهزامي وتبعثري ,
حتى ولو كلفني الامر " حياتي " لا لشيء فقط لأنني أُؤمن بأن الافراط في
الحب / العطاء يورث فينا ضعفاً بليغاً من شأنه أن يكسرنا ألف مرة , ويبعثرنا
ويكتب للحكايات الأولى نهايات موجعة قبل أن تُروى حتى ... الا إنني وحين
أحببتك بإفراط غابت كُل الأشياء بي و ماعاد يهمّ أي الطريقين أصوب , كل
شيء تغير فيّ حتى معايير الحياة والعطاء والحب تغيرت في عيني !
فبفضلك كفرت " أنا "بكل قناعاتي واكتفيت بك , وأحببت فيك وبك ومعك
ضعفي وتبعثري !


*
ويمضي الأمس واليوم والغد وأنت كما انت لا تتغير ابداً , يشكل منك الغياب
لوناً باهتاً يستقر على صدر كل الأشياء الخاوية منك بلا أُفول !!




سارة القحطاني

 

التوقيع


الحلم صار واقعاً ..
" ظل أعوج " نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
http://twitter.com/_92sarah

سَارة القحطاني غير متصل   رد مع اقتباس