ما يميز الشعراء عن غيرهم من الناس؟
قال كولن ولسن"هل يمتلك الشعراء في حقيقة الأمر أعلى درجات من القدرات على الغيب مما يمتلكه عامة الناس"
طبعا انطلق كولن ولسن ليقول هكذا كلام من منطلق الباراسايكولوجي وسوف نعود لاحقاً لمناقشته في نفس المجال
ارتأينا ان نناقش الموضوع بفلسفة عامة بدون تخصيص؟
طيب للإجابة على هذا السؤال ولكي تكون الإجابة محيطة بكل السؤال فلا سبيل لدينا إلا أن نناقشه من أكثر من زاوية وباب.
الباب الأول رهف الاحساس.
إن الشعراء يمتلكون حس مرهف بحيث يتأثرون بكل ما يحيطون من تغيرات وإن كانت صغيرة أو إرهاصات يمروا بها ويبلغو حالة من الاهتياج النفسي وهذا اعتقد مايسموه بملكة الشعر أو الإلهام
ورهف الإحساس هذا يجعل من صاحبه أن يحس حتى بالأزهار ويكلمها ويسمع أجوبتها ,بعض علماء النفس يصفون الإنسان الرومانطيقي بانه كائن ضعيف ويبلغ مرحلة من الضعف حتى يتصور أنه يكلم الازهار
بالحقيقة أنا أختلف معهم, وأنتم؟
لايجدر أن نصور الإنسان الرومانسي الذي يكلم الأزهار أنه إنسان ضعيف واهن لأن ذلك يختلف والمبادئ التكوينية للإنسان بأنه كتلة من المشاعر والأحاسيس؟
هل عندما نبكي لفقد عزيز (لا فقدتم عزيز) هل هذا ضعف ؟ إطلاقا إنه حالة من سمو الانسانية
عندما تُحرك المشاعر الإنسان أما إذا خلى الإنسان من مشاعره هل يصبح قوي حسب ما يصفون؟
بل يصبح ماكنة تحركه الغرائز
عودة على بدء عندما اطلق كولن ولسن مقولته " هل يمتلك الشعراء ......الخ" كما اسلفنا
كان يحاول ان يدعم نضريته بأتجاه (المَلكة س) لانه يعتقد بان الانسان يملك قوى خفيه فأراد ان يستخدم امكانيات الشعراء برسم الصور المختلفة كلاميا فقال ان كل الناس يمتلكون هذه الملكة ولكن قسم من الناس اجتثها من دون رحمة اما الشعراء فقد نموها بحيث قاموا بأمتلاك امكانات غيبية يستحصلون من خلالها صورهم الشعرية او ما نسميه الالهام .
ومن ثم يقول ان الشاعر يمتلك قدرة على الوصول الى مرحلة الاسترخاء الكامل بحيث يتحدث عن التركيز على لا شي والسماح للعقل بالغرق في حالة من السلبيه المطلقة.
الى ماذا يريد الاستاذ كولن ولسن ان يتوصل ؟
هل يريد ان يقول ان الشاعر عندما يصل الى مرحلة غرق العقل في الحاله السلبيه المطلقه حتى يستقطب الصورة الايجابيه فينطلق وبكل استرخاء لوصفها او التعبير عنها .
اعتقد ان ولسن يعبر عن موهبة الشعر هنا بالغرق بحالة السلبيه المطلقة اما المُلهم فيكون هو الصور الايجابية التي يستقطبها العقل
شكرا للجميع