الصمت هو باب الولوج إلى عمق الذات، هو السكن في زاوية معتمة حيث نرى أنفسنا بشفافية وصدق،
نراها بفطرتها التي نخفيها عن الآخرين،
صمتنا هو حزننا الذي نخافه وخوفنا الذي يأكل بقايانا، يأكلها بصمت!
الصمت سكون شوارع مدينة ينام أهلها قبل أن تدوي نباح الكلاب الضالة التي تتجول غير مكترثة بوحدانيتها من أثر للإنسانية
ذلك النباح الذي يكاد أن ينتهك خصوصية تفاصيل أيام الناس المنهكة، يهربون وينامون قبل أن يسألهم أحد كيف حالكم، ..... حالنا؟!
كلماتهم ربما لن توحي بحقيقتهم، لكن العيون توشي وتفضح، هذا إن افترضنا أن هنالك فرصة لتلاقي الأعين في زمن الغربة
والصمت صرخة الليل في دلهم الظلام وجوع التائهين وعبث الضائعين،،
والصمت طعام الحزانى وقوت الصابرين
والصمت أنا ومن يغذيه أنت!