منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - زُومْـبَـا...!
الموضوع: زُومْـبَـا...!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2019, 06:37 PM   #4
جليله ماجد
( كاتبة )

الصورة الرمزية جليله ماجد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 253885

جليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعةجليله ماجد لديها سمعة وراء السمعة

Exclamation


*Ventolin

لا أدري ما الذي جعلني أتأخر في تلك الليلة...
كان يوماً متعِباً و كانت أقدامي كالمكرونة المسلوقة تماماً..
دخلتُ المنزل بهدوء كي لا أوقظ ساكنيه..

سمعتُ همهمات غريبة..
و سواد يستمر بالتماوج الغريب..
بدأ تنفسي يعلو و أنا أضع يدي على مفتاح النور..
فانتشر النور و رأيتهما ..

- أهذا أنت يا أبي؟
- آمنة؟ هلا بابنتي الأثيرة.. لم أركِ كان المكان مظلماً..!
- فتيحة...!
- لا أدري لم هي هنا..
-الخادمة ! مرة أخرى يا أبي!

دارت الأرض بي..
استندتُ على الجدار و تنفسي يقل شيئاً فشيئاً.. نعم أنا أتعرض لنوبة ربو..بدأت أصارع لأسحب النفس و أرجعه.. جلستُ على الأرض أمسكت صدري بيد و الأخرى أفرغتُ حقيبة يدي.. أخرجت الجهاز البلاستيكي.. فتحته.. رفعت رأسي وضعته بين شفتيّ و استنشقتُ البخار و أنا أحاول الهدوء كي لا يصيبني الهلع..

مع ازدياد نبضات قلبي.. لم يتحسن تنفسي.. استلقيتُ على الرخام البارد بكامل أناقتي و دموعي تتساقط في أذني.. عاجزة عن الحياة..

- اللعنة!
نعم هذا أبي.. يضعني في حجرة و يحرك الهواء حولي بعلبة مناديل يمسك يدي يضغط عليها و يقبلها..
- هل أستدعي الإسعاف ؟
أهز رأسي يمنة و يسرة و أتمتم بصوت ضعيف: أنا بخير ..
(فتيحة) تزيل الكعب العالي.. تستمر بالنظر لأبي بجزع.. تفتح أزرار قميصي.. و تركض للمطبخ..

أبدأ بالسعال المستمر.. طلباً للهواء.. لا زالت دموعي تتساقط بلا إرادة مني.. و أنا أشعر بانحسار الهواء ببطء من جسدي..

- تباً.. لقد ازرقت شفتاها...

حملني بين ذراعيه راكضاً للسيارة.. كنت أغيب عن الوعي و أعود لبرهة لأغيب مرة أخرى.. أسمع أبي يلعن و يسب نفسه وهو يوقظني و يهزني.. أحاول أن أفتح جفني.. لكنهما ثقيلان جداً..

- الحمدلله على سلامتك يا آمنة..
- الله يسلمك دكتور..
- أنتِ لا تستمعين لنصائحي يا بنت..
- ( ضحكت) أقسم أنني أسمعك و لقد خففت من العطور و لم أعد أذهب للحدائق و أبتعد عن الغبار قدر الإمكان.
- سأبقيكِ هنا حتى يعود معدل الاكسجين في جسمك طبيعياً..
- شكراً دكتور..

كان أبي يحارب دموعه.. و يسألني عن حالي..
ابتسمت و أشحتُ عنه.. وضعتُ قناع الاكسجين البلاستيكي على وجهي.. لا أريد أن أنظر إلى أبي الآن.. شعوري مختلط بين حبي له و التقزز من ملاحقته للخدم..

طوال عمري و أنا ألاحظ هذه الخصلة فيه.. لكنني لم أخبر أمي يوماً..و لن أفعل.. سيتحطم قلبها.. و ستطلب الطلاق.. هززتُ رأسي و أنا أحاول الهدوء.. الانفعال يزيد وضعي سوءاً..

- اذهب لأمي و دعني هنا يا أبي..
- لن أتركك.. كيـ..
- مقاطعة: أرجوك يا أبي دعني لوحدي وجودك يزيد ألمي..
- طيب..

سمعتُ خطواته الثقيلة و هو يوصي الممرضات علي..
هدأت و سكنت خلجاتي و انتفاضاتي.. بدأ مفعول الدواء.. و رحتُ في سبات عميق..


ــــــــــــــ
* موسع للقصبات الهوائية

 

التوقيع



كُلّ ما أيْقَنْتُهُ.. رحَلا..

جليله ماجد غير متصل   رد مع اقتباس