منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شَخصِيَّاتٌ مِنْ التَّأريْخ .. [ 1 ] ماري أنطوانيت
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2008, 09:39 PM   #5
غدير العمري
( كاتبة صحافيّة )

افتراضي





.
.




الثورة الفرنسية
// بقلم الدكتور لويس عوض

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لطالما كانت الثورة الفرنسية بشعاراتها الشهيرة "الحرية والمساواة والإخاء". وشخصيات الثورة الفرنسية الشهيرة أمثال دانتون , روبسبير , الكونت ميرابو وسجن الباستيل الشهير , وقصر فرساي عامل جذب ومحفز لي لقراءة التاريخ الأوربي .الثورة الفرنسية كـ حدث تاريخي مهم بدأ على شكل إنقلاب سياسي في فرنسا وأثر في العالم كله. ويختلف المؤرخون كثيراً في أسبابها ، فيرى بعضهم أنها حركة عقلية نشأت من حركة الاستنارة الحرة في القرن الثامن عشر ، ويرى آخرون أنها ثورة الطبقات المحرومة من الإمتيازات ضد الطغيان الإقطاعي ! ويرى غيرهم أنها توطيد لسلطة البورجوازية الرأسمالية الحديثة ضد نظام إقتصادي وإجتماعي مقيد وعتيق . والرأي الغالب هو أن السبب المباشر للثورة كان دون شك حالة الإفلاس التي كانت عليها خزانة الدولة ، إذ نشأت عن حروب القرنين السابع عشر والثامن عشر وقصورالنظام الضريبي ومجافاته للعدالة والإسراف .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كلما ذُكرت الثورة الفرنسية ذُكر زوال ذلك الرمز الباقي في خيال الأجيال .

" الباستيل "

سقوط ذلك الرمز في أيدي الثورة الفرنسية كان أهم علامة مميزة لـ إنتصار الثورة والبداية الحقيقية لسقوط النظام الإقطاعي في فرنسا .يقول كلود كيتيل رئيس الجمعية التاريخية الدولية في كتابه " الباستيل " بأن الأسطورة في سجن الباستيل أكثر من الحقيقه .هو يهون من دور السجن كمعتقل للسياسيين ويدلل على ذلك بأن الألوف من الجماهير التي استولت على الباستيل لم تجد فيه إلا سبعة أشخاص نصفهم من المجانين !


هناك من يرفض مثل هذه المقولة وإصباغ تلك الروح على رمزية السجن وتاريخه الاسود .ويحدث بين الحين والآخر سجالات تاريخية بين شرائح المثقفين الذين يدين بعضهم الثورة الفرنسية جملة بدعوى غزارة ماسفكت من دماء ويتفق معهم في جزئية بسيطة من الرأي الروائي الروسي ليوتولستوي عبرقوله" لو كانت الغاية هي عظمة فرنسا، فإنها كان يمكن إدراكها بدون الثورة و الملكية. ولو كان الهدف نثر بعض الأفكار ، فإن المطبعة كانت قادرة على القيام به أفضل بكثير مما قدر عليه الجنود. و لو كانت الغاية تطور المدينة ، فإن بالإمكان التقبل دون أي صعوبة بأن هناك من الوسائل الناجعة لنشر المدنية أفضل بكثيرٍ من إفناء الرجال و ثرواتهم." تاريخ هذا السجن حافل بالكثير من الإثارة , أُنشئ في فرنسا في عام 1370 كحصن للدفاع عن باريس .ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين , وأصبح على مدار السنين رمزاً للطغيان والظلم , وانطلقت منه الشرارة الأولى للثورة الفرنسية في 14يوليو 1789م . وما تزال فرنسا حتى اليوم تحتفل بمناسبة اقتحام السجن باعتباره اليوم الوطني لفرنسا .


الصورة التقليدية عن الباستيل حتى قبل سقوطه في يد الثوار أنه لم يكن حصناً للدفاع بقدر ماكان قلعة للطغيان وسجناً للتعذيب . ولم يعتبر الباستيل قصراً إلا في عهد لويس الرابع عشر حين أصدر هذا الملك في 1667 أمراً ملكياً لقومندان الباستيل باعتبار الباستيل أحدالقصور الملكية وأمره بموجب هذا أن يطلق المدافع ابتهاجاً بمولد ابنته. من أهم الشخصيات الأدبية والسياسية الذين دخلوا الباستيل .الفيلسوف الفرنسي فولتير , المفكر لاروشفوكو , القائد ديموريين بطل معركة فالمي الكاردينال دي روهان بطل فضيحة جواهر الملكة انطوانيت . الكونت لويس ,الكونت جاك أرميناك , دوق نمور حاكم باريس , الأب بريفو , فونتنيل , والكثير الكثير ! كانت المطابع والكتب المصادرة في عهد لويس الرابع عشر تكدس في الباستيل حتى اضطروا أن يبنوا لها جناحاً خاصاً . من أهم الكتب المصادرة في السجن كتاب " رسائل من الريف " للفيلسوف باسكال, و كتاب " رسائل فلسفية " للفيسلوف فولتير , وأُحرق بقرار من البرلمان . وموسوعة " الانسيكلوبييا " التي كتبها أقطاب حركة التنوير. وأحرق كتاب فلسفة الطبيعة في ميدان الجريف .
معركة الباستيل
إختصر المؤرخ الفرنسي ميشليه معركة وسقوط الباستيل في سطرين
يحملان دلالة عميقة لرمزية السجن وسمعته التي أصبحت رمزاً للحكم .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

" يجب أن يقال أن الباستيل لم يسقط ولكنه سُلم .
سُلم لأن ضميره المفعم بالذنوب أقلقه !
إلى حد الجنون وجعله يفقد روحه المعنوية "



في 13يوليو لم تكن باريس تحلم إلا بالدفاع عن نفسها . كانت سماؤها لاتزال مبلدة بالشكوك . وفي 14 يوليو انتقلت من الدفاع إلى الهجوم , ولم تعد لديها شكوك ! في المساء كان هناك اضطراب وهياج , وفي الصباح كان هناك صفاء رهيب. مع الصباح استولت على باريس فكرة , ورأى الجميع نفس الضياء . في كل نفس ضياء وفي كل قلب صوت يقول - قم - . وسوف تستولي على الباستيل !. كان ذلك شيئاً جنونياً - مستحيلاً - غريباً أن يقال ومع ذلك فقد أمن به كل الناس وقد تحقق . كانت الساعة 5.30 , وارتفعت صيحة مدوية من ميدان الجريف
تقول " الباستيل سقط " كل الرجال كانوا مسلحين , بعضهم عاري , والبعض الآخر يلبس ثياب من كل لون
يحملون أكثر من 32.000 بندقية , وخمسة مدافع أخذوها بالقوة من ثكنات الجيش ! ينتمون لضاحية سانت انطوان المتاخمة للسجن , تتبعهم فصيلتان متمردتان تضم الحرس الوطني والميليشيا البرجوازية التي كونها أبناء الطبقة المتوسطة .

مجموعة مسلحة كبيرة تتمنى فناء الباستيل بأكمله .بعضهم حطم بالحجارة عقارب الساعة الحديدية ! والبعض صعد إلى قمة الأبراج ليصب جام غضبه على المدافع المنصوبة !والبعض صب جام غضبه على أحجار الحصن . فأدموا إيديهم وهم يحاولن اقتلاعها. لحظة الإلتحام بين الجماهير الثائرة وجنود حامية الباستيل . كان السجن بأمان والحرس السويسري يصوب بنادقه تجاه الجماهير وهم في مأمن من نيران الجماهير الثائرة . فقتلوا 83 رجلاً بينهم عشرون من فقراء الأباء الذين تركوا ورائهم نساءً وأطفال ليموتوا جوعاً !أدى سفك دماء الجماهير بأيدي السويسريين لإستياء من قبل بعض الجنود الفرنسيين فألقوا الأسلحة . وطلبوا واستعطفوا من قائد الباستيل القومندان دي لوني أن يوقف المذبحة .الحالة النفسية للقائد كانت في الحظيظ . فما دام الأمر يعني الموت فقط ,
قرر أن ينسف الحصن بأكمله وبنفسه . وهي فكره جهنمية قد تؤدي لتدمير ثلث باريس وسحق ضاحية سانت انطوان وحي الماريه . أخذ القائد فتيل ليشعل في مخزن يضم أكثر من 135 برميل بارود . فحال دون ارتكاب تلك المذبحة الكبيرة إثنان من الضباط اعترضا طريقه إلى البارود . وهنا ادعى الرغبة بالإنتحار فأخذ سكيناً ولكنهما انتزعاه منه .

إقتحمت الجماهير الباستيل بعد استسلام الحرس السويسري , والمصادفة أو الغريب أن الجنود السويسريين لم يمسهم شيء , فقد كانوا في نظر الجماهير خدم أو مساجين بينما جُرح الجنود الفرنسيين وقتل الكثير منهم . ولم يتوقف المنتصرون عند حدود الباستيل فخاضوا معركة أخرى في ميدان الجريف . واجهوا جماعات لم تشترك في
القتال فرأت أن تشارك بشيء ما ولو بقتل الأسرى . فقتلوا رجلين أحدهم في تورنيل والآخر على رصيف نهر السين. وتبعت الجماهير نسوة شعورهن محلولة عرفن أن أزواجهن من بين من ماتوا فتركوهن باحثات علن القتلة . أما قائد الحصن القومندان دي لوني فقد هرب بحماية اثنان من الرجال الشجعان لكن ذلك لم ينفعه أمام ثورة الجماهير الغاضبة . فرأس القائد وجد بعد فترة قصيرة من سقوط الحصن معلقاً في طرف حربه .

مجلس الطبقات الفرنسي


في عام 1786 م غرقت فرنسا في الديون لتمويل القتال في حرب السنوات السبع والثورة الأمريكية . وبحلول عام 1788م كانت الحكومة قد أفلست تقريبًا . مما أجبر لويس السادس عشر أن يجري إنتخابات برلمانيه من أجل تنفيذ تشريع ضرائبي ينقذ فرنسا من الفوضى المالية والإقتصادية .

كان البرلمان المنتخب طبقياً , بحيث يعبر عن كل طبقة من طبقات المجتمع
1/ طبقة رجال الدين وتضم بعض أنصار الإصلاح وبعض المؤيدين للملك
2/ طبقة النبلاء وتضم نبلاء مؤيدين للأفكار الجديدة , وآخرين متعصبين
3/ الطبقة الثالثة , وهي التي تضم شخصيات ثورية أمثال ميرابو , وروبسبير

 

التوقيع


،‘‘،

ثمَّة مَطَر ..!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

غدير العمري غير متصل   رد مع اقتباس