[سلطان الركيبات]

‏كنت أما
الإنسان بلا أم.. كالأرض بلا ماء.. والأفق بلا سماء.. والحب بلا وفاء

على قدرِ الأمومةِ (كُنتِ أُمَّا)
عطاؤكِ زمزمٌ ما جفَّ يَوما

فأيُّ قصيدةٍ بَلَغتْ عِتياً
مِنَ الأوصافِ والاحساسِ كمَّا

تكونُ على صفاكِ سَعتْ كثيراً
فقلبُكِ قبلةُ الإلهامِ دَوما

وجودُكِ شرفةٌ لعيونِ بارٍ
فكيف العاقُ يقوى العيشَ أعمى

فأوَّلُ جنَّةٍ في الأرضِ كانتْ
وأعظمُ نعمةٍ لله حَتما

وأكثرُ وردةٍ تعطي رحيقاً
وأجملُ كلمةٍ في النُّطقِ ((يَمَّا))

حضورُكِ رُقيةٌ لمسامِ روحي
إذا شَبَحُ التَّشاؤمِ بثَّ شُؤما

كفى قسماتُ وجهكِ كلَّ صبحٍ
لعافيتي زُلالاً حينَ تَظما

يداكِ لأنَّها عَسَلٌ مُصفَّى
يُسابقني إليها النَّحلُ لَثما

جبينُكِ يجعلُ الآفاقَ طوعاً
تشدُّ عزيمتي لأصيرَ نَجما

دعاؤكِ يجعلُ الأيَّامَ كُرهاً
تؤزُّ الصُّبحَ في قَدَميَّ عزما

ويغسلني حنانُكِ حينَ غيبٌ
يُهيلُ عليَّ خيباتٍ وهمَّا

ويجعلني حذاؤكِ فوقَ رأسي
أشقُّ المنتهى غيماً فغيما

ويمنحني رضاكِ عليَّ ظلَّاً
منَ التَّوفيقِ حتَّى بتُّ دوما

إذا حُلُمٌ تخمَّرَ في خيالي
تجسَّدَ واقعاً ما كانَ حُلما

بقاؤُكِ وهوَ عندي اوكسجينٌ
بهِ أتنفسُ الصُعداءَ لمَّا
يَشدُّ وثاقَ عافيتي اختناقٌ
وأسعلُ منْ غبارِ القهرِ غمَّا

حضورُكِ ليسَ يشبههُ حضورٌ
ومثلَكِ لمْ يُحبَّ القلبُ جَمَّا

فِداكِ جميعَ ما نَظَرتْ عيوني
فأنتِ- وحقِّ حضنِكِ- كنتِ أُمَّا


10/10/2018م