منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية(في غياب..حيث ترقد الذكريات..لا تموت)
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2019, 06:38 PM   #13
ميساء محمد
( ثبات )

الصورة الرمزية ميساء محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 45176

ميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الفصل الثاني-الباب الثاني:


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منذ الصباح،وهاتفه المحمول يرنّ،لكنّه ليس متأهّباً لاستقبال المكالمات بعد،هاتفه مازال يُومض ويخفت بالرّغم من أنّه صامتاً،أقلقه ذلك،فخرج إلى الشرفة ضجراً،أراد أن يشغل نفسه بأيّ شيء،أراد أن ينسى،ولكنّ الإرادة والمشيئة لله وحده،كانت ليلةً هادئة،نظر إلى القمر فوجد أنّه ابتسامةً عوجاء لسماء داكنة،كلّ شجرة تذكره بذكرى ما،وكلّ عامود إنارة يدنو منه ويحكي له حكايةً وألف حكاية،بما في ذلك الطريق المعبّد كان يشعر بدوار الذكرى كذلك،يفرّ من الذكرى ولكنّ الذكرى تفرّ إليه.

هذه المرّة الخامسة التي يحثي فيها الماء على وجهه،المرة الأولى غسل بها وجهه الملطخ بالوجع،والمرّات البقيّة ليُغرق بها الذكريات كما اعتقد،أدرك لاحقاً أنّ ذلك لا يُجدي فتوضّأ وهرع إلى الصلاة،هروباً من وجعه وخيباته،علّها تردم أوجاعه،وترتّق خدوشاً أصابت قلبه وروحه،مع كل ركعة كان يتنهّد،ويشعر أنّ ثقلاً ما يسقط منه،في كل سجدة كانت تعتريه رغبةٌ بأن يجهش بالبكاء،كان يشعر بقربه الشديد من الله،يريد أن يصيغ ابتهالاً يترجم أوجاعه..

من فرط الوجع،شعر أنّ روحه كادت تزهق،لكنّه بدأ يجهش بالبكاء ويردّد:أشكو إليك ربي ضعفي،أشكو إليك ذلّي وهواني،أشكو إليك عجزي،في السجدة الثانية من الركعة الثانية،كانت ابتهالاته كلّها بكاء،كان يبكي وقلبه يبتهل،اغرورقت عينيه بالدموع،بالكاد يفتحهما،تبلّل سجاد صلاته بدموعه،كانت الربع ساعة التي مرّغ بها وجهه في سجوده خيرٌ من الدنيا وما فيها،وعندما رفع رأسه من السجود،شعر وكأنّ الله نفخ فيه الروح من جديد،جلس ليقرأ التشهد ،رغبةٌ عارمةٌ تجتاحه ليُكلّم الله،رفع يديه ليدعو:ربّ إنّ في البعد عنك شقاء،اللهم ردني إليك ردّاً جميلا،كان يدعو،ويرجو من الله الخلاص من هذا العذاب.

يستغفر ثلاثا،ثُمّ يرجع ذراعيه إلى الوراء ليستند عليهما،منذ زمنٍ طويلٍ لم يشعر بهكذا طمأنينة،كان قلبه يبتهل،يومض هاتفه هذه المرة بنغمةٍ أخرى،يعلم جيّداً أنّ الإشعار هذا لمدوّنة كاتبٍ مجهول يُسمّي نفسه (عنفوان)،ابتسم بصدق،فهو ممتنّ له ،يتمنّى لو أنّه يقابله وجهاً لوجهٍ ويحتضنه،كما تفعل كلماته الصادقة له في خضمّ هذه الغربة،فتح المدوّنة ليقرأ:

"أيّها الغياب،سمعتُ بأنّكَ تبحث جاهداً عنّي،ها أنا ذا آتيكَ بكامل قوايَ العقليّة،لا تبرهن ذلك هواناً كلّا أبداً،لكنّي وددتُ حقّاً أن ألتقيك،تساؤلٌ ما قضّ مضجعي،لماذا عندما تقدم إلينا تأخذ شيئاً منّا ،جزءاً منّا ،تنتزعه منّا بكلّ قوة،لماذا تختار الطيبين الصالحين،لماذا تأخذ منّا الغالي والحبيب،لماذا..ألأنّكَ تطمع بأن نكون مثلكَ في الوحدة؟!!
أنتَ أخذتهم منّا،من قربنا،لكنّكَ لم ولن تنتزعهم من قلوبنا"
شعر بخذلان مع آخر كلمة قرأها ،ما كان ينقصه إلّا حروفاً تحكي عما يمرّ به أغلق هاتفه ،ورمى نفسه على السرير،طمعاً أن ينعم بنومٍ هادئ.

 

التوقيع

على الغرباء أن يبقوا غرباء وإلّا تصرّفنا..

https://mobile.twitter.com/Mais___aa


https://t.me/March009

ميساء محمد غير متصل   رد مع اقتباس