منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رواية(في غياب..حيث ترقد الذكريات..لا تموت)
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2019, 10:02 PM   #16
ميساء محمد
( ثبات )

الصورة الرمزية ميساء محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 45176

ميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعةميساء محمد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الفصل الثالث-الباب الأول:


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أمّي تبكي،تبتهل لله،ترجوه أن يرفع الضرّ عنّي،صوتُ أمي مُنهك،سرق الهمّ جزءاً كبيراً منه ،تُغطي وجهها وتبتهل:اللهم أخرجه من غياهب غيبوبته،اللهم بشرنا بإفاقته،اللهم لا تُفجعنا بفقده، ويتحشرج صوتها ،يحوقل أبي،أبي حزينٌ جدّاً على حالها،فمنذ إغفاءتي وهذا دأبها،الدموع حديثها ورفيقها،يضع كفه على كتفها ،يريد أن يبثّ بعض الطمأنينة لصدرها:خلّي أملك بالله كبير يا أم أحمد. تسمع أمي اسمي ،وتنخرط في البكاء مجدّداً،مَن بمثل قلب أمي؟!!مَن بمثل حنانها؟!!


يزفر أبي،صوته مُتعَبٌ أيضاً،يرمق أختي ندى بنظرات الأسى،تبكي ندى،وتسرع لتحتضن أمي وتشاركها البكاء،يذكر الله أبي:لا إله إلا الله ،وهو يحاول أن يبقى متماسكاً لأجلنا،وأخي محمداً يغطي وجهه بشماغه،يريد أن يخفي وجعه،يئنّ أنيناً يشبه أنيني،فصورتي التي رآني بها مسجاً على عتبة الباب مازالت تهذي بها ذاكرته،مَن بمثل قلوب عائلتي؟!!تدمعُ عين سونا عندما ترفض أمّي أن تأكل أو تأخذ الدواء،سونا حزينةٌ أيضاً،تبكي سرّاً وترجو من الله الشفاء،لم أكن أعلم أنّ فرانسيس طيّب القلب هكذا،فصمته كفييلٌ بأن يخبر الجميع عن مدى حزنه،زوجته سونا تشهد بذلك..

هذا الأسبوع الثالث يمضي،ولا جديد فيه غير أنّهم سمحوا لهم بزيارتي،تمنيتُ لو أنّ الزيارة لم تكن فرداً فرداً،فافتقادي إليهم جعلني متعطشاً جدّا،تمنيت لو أنّهم جميعهم حولي ،كنتُ أشعر بتجاعيد يد أمّي وهي تلامس جلدتي،كنتُ أصرخ في داخلي~والدتي،هل كبرتي حقّا أم أنّ القلق يستحوذ عليكِ،أماه،هات يدكِ لأقبلها~يد أبي متسمّرةً على جبيني،دفء راحتيه يُريبني،يحاول كبت دموعٍ تترفع عن البقاء سجينة الأقفال،أمسك والدي بيدي وقبلها بما أوتي من عطف،حتى أني ظننتُ أنّ أنفاسه كادت أن تختلط بدمي،ولو كان باستطاعتي لاستوقفته قبل أن يغادر~والدي،أرجوك ابق بقربي~


أخي محمداً كان يقترب مني ببطء،يتحامل نفسه على البكاء،وبعد برهة تأمل أخذ يبكي ويقول:أرجووك أحمد لا تتركني لوحدي،لطالما كنّا سويةً لا يفارق أحدنا الآخر،بطن أمي تشهد بذلك. وأخذ يبكي يحاول أن يُخرس فكرة فقدي،أختي ندى،لم تتحدث إليّ،فدموعها قد تكفّلت بذلك،تمنيتُ لو أفصح لهم جميعاً ~جميعكم تأتون لتذهبون،وتتركوني وحيداً ،أصرخ في حالةٍ من السكون ،لا قدرة لأحدٍ على سماعي سوى خالقي~
جميع الذين يظهر في قلوبهم الود لي عادوني،ليخففوا من حدة غيابي،ليؤكدوا تلاحم أواصر المحبة،أتو..لكيلا أشعر بالغربة،جميعهم..إلا الذي صوب الرصاصة نحوي،لم يكلف نفسه القدوم والاعتذار..

 

التوقيع

على الغرباء أن يبقوا غرباء وإلّا تصرّفنا..

https://mobile.twitter.com/Mais___aa


https://t.me/March009

ميساء محمد غير متصل   رد مع اقتباس