منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الحياة ما بين العزف في الجنة أوالرقص في جهنم !!..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2007, 05:18 PM   #1
خـالد الشمري
( كاتب وناقد )

Lightbulb الحياة ما بين العزف في الجنة أوالرقص في جهنم !!..


عندما تنطلق صرخاتك الأولى في أصقاع هذه الحياة ضارباً بقدميك الضعيفتين هذه الأرض وكأنك في ذلك تعلن رفضك هذا التواجد الذي لم تختاره بنفسك لا زماناً أو مكاناً أو حتى ظروفاً ..!!..
وعندما تبدأ فعلياً باستيعاب تواجدك وتتوهم أنك بت تستطيع شيئاً، فإنك تجد نفسك للمرة الثانية مُجبراً على حقيقة ثابتة وهي أنك لا تملك قرار بقائك هنا والرسالة التي أمامك أنك ولدت لكي تموت .
وعندما تحاول أن تتأقلم مع واقع فرضي وهو أنك تعيش فإن أمامك واقع لا خيار لك فيه وهو أنك ستعيش هنا ولمرة واحدة فقط ...
عندها سوف تضع نصب عينيك الطريقة الّتي يجب أن تكون عليها حياتك وهي أن تكون أو لا تكون إما أن تحقق ذاتك بقرارك واختيارك أو تخضع للمصير المحتوم والقدر الذي يُسيرك، وحيال هذا الأمر فإنك لا تستطيع أن تجمع أكثر من رغبة وأكثر من طموح في اتجاه واحد فقط،، ولكن عندما يكون هذا الطريق حافل بالصعوبات والعقوبات التي تفوق همتك فإن للحياة نمط عجيب فهي كالصديق اللدود ..
فهي تحدد لك اتجاه آخر وهو المصير فإما أن تسلكه طوعاً وفي نفسك مرارة وغصة، أو أن تقف في خانة الفشل بجوار الذين فشلوا مرغمين وبقوا أحياء في قائمة الأنفس المطمئنة بانتظار لحظة الاحتضار وحتى تحين الرحمة عليك أن تتعذب كثيراً داخل نفسك !!..


تذكر فقط أنك لست وحدك من يعيش هنا وتذكر بأنك عندما تريد أن تكون المهم فهناك غيرك من يسعى لكي يكون الأهم ..!! في عالم لا يقبل بإنصاف الحلول أو الطرق المتعرجة التي قد توصلك للوهم ثم تقذف بك نحو فوهة جهنم لكي ترقص هناك بساق واحدة وتصفق بيد ليس فيها أصابع ..

وتذكر أن الطريق الصحيح ذلك الطريق الذي يُسمح لك فيه في الحياة بسعادة ويقودك نحو النعيم وقد يُسمح لك بالغناء في الآخرة، تذكر بأنه طريق لا تستطيع معه تحديد وقع خطواتك وحدك، فنسبة قرارك في هذا الطريق نسبة ضعيفة جداً لا تتجاوز 5% لكي تتجاوز رحلة القرار وعقبات المصير، لأنك ببساطه لا تعيش وحدك.. فهناك المتغيرات من حولك والمجريات والماديات والعقبات والمفاجئات وما هو خارج عن نطاق الحسابات .. والكثير الكثير من الصعوبات التي تحد و بنسبة 95% من قراراتك وتفرض عليك وقع خطواتك..وواقع حياتك..

وعندما تجد نفسك في لعبة أكبر من حجمك فهناك قانون لأي لعبة وهو الانسحاب من مبدأ لا ضرر ولا ضرار وهذا نظام مُتبع في أي لعبة ..

ولكن الكيفية التي تنسحب فيها من هذه الحياة هي كيفية واحدة ،وهي أن تنهي حياتك وتذهب ..
ولكل أجل كتاب، و حتى عندما تقرر أن تنهي حياتك بيدك، فإنك لن تنهيها دون أن يكون أجلك قد انتهى ، ولكن هذا الأمر لن يجعل خاتمتك حسنة..!! كحال أن تقوم بقتل إنسان آخر رغم أن الجميع يعلمون أن الأعمار بيد الله وأنك لا تملك أجل هذا الإنسان الذي تقتله أو حتى أجلك أنت ولكن العقاب ينتظرك هنا وهناك دون أن تملك من أمرك شيئاً..





لفتة إنسانية :-
إذا أردت أن تملك قرارك وحريتك فأبحث عن كوكب آخر لا يعيش فيه سواك .





والله من وراء القصد ..





..

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خـالد الشمري غير متصل   رد مع اقتباس