لستِ وحيدةً حتّى عندما تفتعلينَ ذلك
و تقبضينَ على روحكِ متلبّسةً بالياسمين
بينما تحاولُ الفرارَ منكِ إلى قلبٍ منفيّ
أو روحٍ تائهة
لم تكوني وحيدة
و يداكِ تقبضانِ جناحي سنونوةٍ كلّما توقّف قلبُها عن الطّيران
و رائحتكُ تختزنُ كلَّ شهوةٍ للأرضِ بالمطر
و بينَ أوتارِ حنجرتكِ مكانٌ دائماً لعاشقٍ لا يجيدُ سوى العزفِ على انتظارهِ
أو لغريبٍ ملَّ نايَ المساءِ و افتقد الشّرود
لم تكوني وحيدة و هناكَ من يُشبهكِ ,
يقتفي خطاكِ دونَ أن يدري
يكونُ قلباً حينَ يضنُّ النّبضُ بدفقةِ دفءٍ إلى طرفٍ قصيّ
و معطفا إذا تكالبَ الحزنُ و البردُ على مساءٍ عرّته ذاكرةٌ مشتعلة
و صدراً حين يفتقرُ المنفى إلى وطن
لم تكوني وحيدة و هناك من يشبهكِ
يحبّ دون أن يعرفك
و يكتبُ دون أن يتهجّى تفاصيل وجهك
و يلمحُ ظلّكِ عارياً في زجاجٍ باردٍ فيُلبسكِ قلبه ..