القرى البائسة تتناثر كغيم لا يحمل غيثا،
وحدها صفوف قامات الاثل ذلك الذي يشير الى أن هنا او هناك
في هذه السهوب من يعيش لمجرد العيش،
ولرغبة قوية في مقارعة الفناء ومقاومة الانقراض،
لا غذاء يكفي، لا كساء، لا صوت يصل الى مداه..
ها هم وفي أعلى الهموم يعاشرون زوجاتهم ليلدن أشباههم، حياتهم فراغ،
وجودهم غير ضروري على الاطلاق، شيء مضحك مبك،
هؤلاء لا يكفون عن التهكم بالنور والجوالين،
بل انهم في هذه القرى المسحوقة يفوقون في رثاثتهم وعذابهم أعتى الدراويش والفارغين
فيضة الرعد
عبدالحفيظ الشمري